«النشر»: أو «النشور» هو تعبیر آخر لیوم القیامة ورد فی القرآن المجید فی آیات متعددة، یُبیّن بُعداً آخراً من أبعاد حیاة الإنسان بعد الموت، کما تشیر إلى ذلک الآیة الخامسة من آیات بحثنا هذا: (وَاللهُ الَّذِى اَرْسَلَ الرِّیَاحَ فَتُثِیرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلى بَلَد مَّیِّت فَاَحیَیْنَا بِهِ الاَْرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا کَذَلِکَ النُّشُورُ). (فاطر / 9)
«النشر»: و«النشور» فی الأصل ـ على ماقاله الراغب فی المفردات ـ بمعنى التـوسیع والبسط، کما هو المستعمل فی بسط القماش وصفحات الورق والغمام والنِّعَم فی تعبیرات الأحادیث.
ورد فی «مقاییس اللغة»: النشر فی الأصل «یدل على فتح شیء وانتشاره».
ومن أجل هذا اطلق لفظ «النشر» على انتشار العطور الطیبة فی الهواء.
واُطلِق هذا التعبیر على المعاد إما لاِجل انتشار البشر فی نقاط مختلفة فی محشرهم، کما اُشیر إلى ذلک فی الآیة المذکورة، أو لأجل انتشار کتب الأعمال، کما جاء فی قوله تعالى: (وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ). (التکویر / 10)
وقد جاء فی بعض الروایات عن الإمام الصادق(علیه السلام): «إذا أراد الله عزّ وجلّ أن یبعث الخلق أمطر السماء أربعین صباحاً فاجتمعت الأوصال ونبتت اللحوم»(1).
وبذلک تنشق الأرض ویخرج الموتى من تحت التراب (وکأن الأرض بمثابة الرحم لهم).
ونقرأ فی حدیث آخر أنّ شخصاً سأل رسول الله(صلى الله علیه وآله): «کیف یحیی الله الموتى؟ فقال ما مضمونه: هل مررت على أرض یابسة لاماء فیها ولا کلأ، ثم مررت علیها مرّة أخرى وهی مخضرة؟ فقال السائل: نعم یا رسول الله(صلى الله علیه وآله)، فقال(صلى الله علیه وآله): هکذا یُحیی الله الموتى أو قال «هکذا الحشر»(2).