هذا وصف آخر لیوم القیامة والتغیّرات الحادة التی تطرأ على العالم، وقد ورد هذا التعبیر مرّة واحدة فی القرآن حیث قال تعالى: (یَوْمَ تَکُونُ السَّمَاءُ کَالْمُهْلِ). (المعارج / 8)
و«مُهْل»: على وزن (قُفْل) فسروها تارة بمعنى المعادن المنصهرة، وتارةً بمعنى الثُقل أو الرسوبات التی تترسب فی قعر إناء الزیت وأمثاله، وتارةً اُخرى بمعنى الفضة المذابة وتارة بمعنى رسوبات الزیت(1)، هذا ولکن المعنى الأول أرجح عند إمعان النظر فی آیات اُخرى تحدثت عن وقائع یوم القیامة.
والمراد بالسماء هنا هو إمّا الأجرام السماویة أو واجهة السماء التی تصبح على هیئة معدن منصهر بفعل انفجار الأجرام.
قال بعض المفسرین: من المحتمل أنّ عدداً کبیراً من الأجرام السماویة والتی هی حالیاً على هیئة غازات مضغوطة تتبدل صورها یوم القیامة وتتحول إلى أشکال ذائبة، وهی الصورة الجدیدة لتلک الغازات والتی تکون مقدمة لحدوث القیامة(2).