62 ـ یوم تقلّبُ وجوهُهُم فی النار

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
63 ـ یومَ یُدَعُّونَ إلى نارِ جَهَنَّمَ دَعّا60 ـ یومَ یعضُّ الظالمُ على یدیه

یلاحظ هنا أیضاً تعبیران متشابهان ومتقاربان لوصف مشهد ذلک الیوم العظیم: ففی التعبیر الأول والذی ورد ذکره مرّتین قوله تعالى: (وَیَوْمَ یُعْرَضُ الَّذِینَ کَفَرُوا عَلَى النَّارِ).(الاحقاف / 20 ـ 34)

ففی الآیة الاُولى بعد ذکر هذا المقطع قال تعالى (أَذْهَبْتُمْ طَیِّبَاتِکُمْ فِی حَیَاتِکُمُ الدُّنْیَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْیَوْمَ تُجْزَونَ عَذابَ الْهُونِ بِمَا کُنْتُمْ تَسْتَکْبِرُونَ فِی الاَْرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ وَبِمَا کُنْتُمْ تَفْسُقُونَ).

وفی الآیة الثانیة قال تعالى: (وَیَوْمَ یُعْرَضُ الَّذِینَ کَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَیْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا کُنْتُمْ تَکْفُرُونَ).

لقد ورد التأکید فی الآیة الاُولى لبیان أنّ السبب یقع على الجانب العملی، أی تلک اللّذات اللامشروعة والاستفادة المحرمة من الهبات الإلهیّة، وفی الآیة الثانیة جاء التأکید على الجانب الاعتقادی الذی یکون سبباً فی هلاک أهل النار.

و من الملفت للنظر: إنّ بعض الآیات القرآنیة تَذْکرُ بأنّ یوم القیامة یؤتى بالنار صوب المجرمین (وَجِئَ یَوْمَئِذ بِجَهَنَّمَ). (الفجر / 23)

ولکن فی هذه الآیة التی هی محلّ بحثنا ذُکِرَ بأنّ الکفار هم الذین یساقون تجاهَ النار، وکأنّما هنالک قوّة جذب بینهما، فتارة یؤتى بجهنم صوبهم وأخرى یؤتى بهم إلى النار! لیتجرّعوا العذاب.

وفی التعبیر الثانی یُشار إلى نوع آخر من أنواع العذاب المؤلم لیوم القیامة ویسمى ذلک الیوم باسم ذلک العذاب، قال تعالى: (یَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِی النَّارِ یَقُولُونَ یَالَیْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرّسولاَ). (الاحزاب/66)

وللمفسرین اقوال عدّة فی المراد من تقلّب الوجوه فی ذلک الیوم، فتارةً قیل إنّ المراد من التقلّب هو تغیّر لون الوجوه، فتکون مصفرّة وذابلة وأُخرى تصیر محمرّة کالنار وثالثة تسودُّ وتصبح کقطع اللیل.

وقال البعض منهم إنّ المراد من التقلّب هو تقلیب الوجوه کما تقلب الأشیاء على النّار للطهی من طرف إلى آخر، فهکذا یُفعلُ بوجوه المجرمین أیضاً فی ذلک الیوم العظیم.

وقیل إنّ المراد إلقاؤهم على وجوههم فی النار، والحکمة من ذکر الوجوه هنا هو إنّ الوجوه أشرف أعضاء بدن الإنسان وأجلّها لدیه.

وهنـاک احتمال آخر أیضاً وهو الجمع بین التفاسیر الثلاثة فی هذه الآیة وإن کان التفسیر الأول والثانی أقرب للصحة فعلى أیّة حال فإنّ الآیة تُنبئُ عن الفاجعة الکبـرى والعذاب العظیم الذی یواجهه المجرمون والکافرون والمعاندون یوم القیامة.

والخطاب الذی تحمله هذه الآیة هو دعوة الناس إلى الاجتهاد فی طاعة الله ورسـوله فی الدنیا قبل حسرة ذلک الیوم العظیم وقولهم یالیتنی... والتی لا تعود علیهم بأیّة فائدة حینئذ؟ لماذا یرجّحون الیوم طاعة العباد الذین یتخلّقون بأخلاق الشیطان وطواغیت العصر على طاعة الله؟ الأمر الذی یکون السبب الرئیسی فی ندمهم یوم القیامة.

 

63 ـ یومَ یُدَعُّونَ إلى نارِ جَهَنَّمَ دَعّا60 ـ یومَ یعضُّ الظالمُ على یدیه
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma