هذا التعبیر أیضاً له شبه کبیر بالتعبیرات السابقة، قال تعالى: (یَوْمَ یُدَعُّونَ إِلَى نَّارِ جَهَنَّمَ دَعّاً). (الطور / 13)
ثم یقال لهم: (هَذِهِ النَّارُ الَّتى کُنْتُمْ بِهَا تُکَذِّبُونَ * أَفَسِحرٌ هَذَا أَمَ أَنْتُمْ لاَتُبْصِرُونَ).(الطور / 14 ـ 15)
«یُدَعُّون»: من مادة «دَعّ» کما قال الراغب فی المفردات بمعنى «الطرد الشدید»، فهذا التعبیر یدلّ على أنَّ نَفْسَ الأَخْذِ إلى جهنم أیضاً یکون مقروناً بالشدّة والفزع والخوف والاضطراب الشدید فی یوم القیامة العظیم، إن تصوّر هذا التعبیر یکفی لأنّ یرتعد الإنسان ویفکر فی عاقبة أمره، ویوضح للإنسان عِظَمَ المصیر الذی سوف یلاقیه.
وما أکثر التباین بین أصحاب جهنم وأصحاب الجنّة، حتى فی کیفیة انتقالهم إلى مقرّهم
النهائی! فقد جاء فی القرآن الکریم عن کیفیة انتقال أهل الجنّة إلیها: (سَلاَمٌ عَلَیْکُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ). (النحل / 32)
وجاء فی موضع آخر بأنّ الملائکة تقول لهم: (سَلاَمٌ عَلَیکُمْ بِمـَا صَبَرتُم فَنِعْمَ عُقبى الدَّارِ). (الرعد / 24)