هذه الآیات وإن کانت ذات مضامین مشترکة إلاّ أنّ هناک تفاوتاً فی تعبیراتها ومحتویاتها وتحتاج إلى الدقّة وإلامعان.
ففی الآیة الاُولى إشارة إلى مقولة مشرکی العرب، قال تعالى: (وَقَالُوا ءَإِذَا کُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً ءَاِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِیداً).
کیف یمکن للإنسان بعد أن یتفسخ لحمه ویصبح تراباً ثم تندرس عظامه وتصبح رمیماً ورفاتاً أن تجمع ثانیاً ثم تلبس ثوب الحیاة من جدید فأین العظام الرمیمة والمتلاشیة من الإنسان الحیّ المتحرک القوی؟!
«رُفات»: من مادة «رَفْت» (على وزن فَعْل) بمعنى حطام، وعدّ البعض «الالتواء» من معانیه أیضاً، وقال البعض إنّ «الرفات» بمعنى الذرات العتیقة المتفسخة وهی الحالة التی تحصل للعظام بعد أن تمضی علیها سنون متمادیة وهذه التفسیرات جمیعها کثیرة الشبه ببعضها(1).
وما فسّره البعض ـ نقلا عن روح المعانی ـ بأنّه بمعنى التراب أو الغبار أو ما اصبح دقیقاً إِثْرَ الدّقِّ الکثیر فهو فی الواقع بیان لبعض مصادیقه.