تکلُّم اعضاء الجسم دلیل ملموس آخر

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
المجموعة التاسعةالمجموعة الثامنة

بما أنّنا سنتعرّض لتفسیر هذه الآیات فی مباحث اُخرى مثل بحث شهود یوم القیامة وبحث کُتب الأعمال فإننا هنا نتعرض لتفسیرها بصورة إجمالیة ولا نبحثها إلاّ من بُعد واحد وهو (کیفیة دلالتها على المعاد الجسمانی).

فالآیة الاُولى تحدثت عن ختم الأفواه وتوقف اللسان عن النطق بصورة مؤقتة وتکلّم الأیدی والأرجل للادلاء بالشهادة على الأعمال التی ارتکبها الإنسان فی الدنیا.

ومن البدیهی أنّ هذه المسألة لا تنسجم سوى مع المعاد الجسمانی، لأنّ المعاد إنْ کان ذا بعد روحی فقط لما کان هناک أید وأرجُل ولما کان هناک لسان وفم ولا أىّ نوع من التکلم.

وتحدثت الآیتان الثانیة والثالثة عن شهادة الأذن والعین والجلد فی یوم القیامة على الأعمال التی ارتکبها الإنسان.

وإدلاء تلک الأعضاء بالشهادة قد یکون بواسطة اعطائها القدرة على النطق أو بلسان الحال، وذلک لأنّ الاذن والعین والید والرجل والجلد تُسجِّلُ الأعمال فی داخلها وتحتفظ بها وتظهر آثارها فی یوم القیامة الذی هو «یوم البروز» (سوف یأتی شرح هذه المطالب ـ باذن الله ـ فی بحث أشهاد یوم القیامة).

وتحدثت الآیة الرابعة عن الذّین یأتون یوم القیامة وهم یحملون کتاب أعمالهم بیدهم الیمنى (للدلالة على موفقیتهم وطهارتهم وفوزهم) فیدعون الناس فی المحشر بکل فخر واعتزاز لمطالعة کتب أعمالهم! وأمّا الذین یحملون کتب أعمالهم بیدهم الیسرى للدلالة على سوء أعمالهم فإنّهم ینادون بأعلى أصواتهم: لیتنا لم نؤت هذه الکتب!

والحدیث هنا لم یقتصر على أعضاء البدن المختلفة فحسب بل قد أشیر إلى الید الیسرى والیمنى أیضاً.

وفی الآیة الخامسة کان الحدیث عن وجوه الصالحین المشرقة ووجوه الطالحین والمذنبین المغبرة المظلمة، وهذه الاُمور تدلّ أیضاً على أنّ المعاد یتحقق بإعادة الجسم.

وبالإضافة إلى ماتقدّم من نماذج هناک آیات کثیرة اُخرى فی القرآن تحدثت عن الأغلال والسلاسل التی تثقل اعنان المذنبین کما جاء فی (سورة إبراهیم / 43) و(الإنسان /4).

وهناک آیات اُخرى تحدثت عن ظواهر تعرض على الجسم کضحک المؤمنین: (فَالْیَومَ الَّذِینَ آمَنُوا مِنَ الکُفَّارِ یضْحَکُونَ). (المطففین / 34)

کما أشیر فی بعض الآیات إلى یوم القیامة بأنّه یوم رهیب تشخص فیه الأبصار من شدّة الخوف وتقف الاعناق عن الحرکة وتبقى الوجوه مرتفعة نحو الأعلى ولا یرتد طرفهـم وتبقى عیونهم مفتوحة من شـدّة الخوف والرعب: (اِنَّمَا یُؤَخِّرُهُمْ لِیَوم تَشْخَصُ فِیهِ الاَبْصـَارُ * مُهْطِعِینَ مُقْنِعِـى رُؤُسِهِمْ لاَ یَرتَدُّ إِلَیْهِمْ طَرْفُهُمْ). (إبراهیم / 42 ـ 43)

وتحدثت بعضها عن عضّ الظالمین ایدیهم حسرةً على مافاتهم: (وَیَوْمَ یَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى یَدَیْهِ). (الفرقان / 27)

وأمثال هذه الآیات.

فهل یمکن أن تُحمل جمیع هذه الآیات على الکنایة والمجاز من دون أیّ دلیل واضح، وأن نضرب القواعد المسلّمة فی استعمال الألفاظ عرض الحائط؟!

 

المجموعة التاسعةالمجموعة الثامنة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma