3 ـ شحّة العناصر الترابیة على سطح الأرض

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
4 ـ هل تسع مساحة الأرض لحشر جمیع البشر؟الجواب النهائی لشبهة الآکل والمأکول

هناک مسألة اُخرى شغلت أذهان البعض واصبحت تمثّل معضلة من معضلات المعاد الجسمانی هی مسألة شحّة العناصر الترابیة على سطح الأرض.

توضیح ذلک: إننا إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار عدد البشر الذین وضعوا أقدامهم على الکرة الأرضیة على مرّ التاریخ وکذلک البشر الذین یلونهم إلى یوم القیامة مع علمنا بأنّ هؤلاء جمیعاً سوف یتحولون إلى کمیّة هائلة من التراب فإنّه من الصعب جدّاً أن یکفی تراب الکرة الأرضیة لإعادة هؤلاء جمیعاً یوم القیامة إلاّ أن نقول: إنّ البشر یبعثون یوم القیامة بحجم الدُّمى، لکنّ هذا غیر معقول أیضاً، وعلى أیّة حال فإنّ إعادة هؤلاء البشر بهذه المواصفات تشبه عملیة صنع ملایین السیارات مثلا من کمّیة من الحدید لا تزید على الألف طن.

الجواب:

ألم یکن من الأفضل لهؤلاء الذین یطرحون مثل هذه الإشکالات أن یُتعبوا أنفسهم قلیلا قبل طرحها وأن یأتوا بقلم وورق لإجراء احصاء بسیط فی هذا المجال لیجدوا أنّ هذه الإشکالات لا أساس لها من الصحة؟

إنّ الماء یشکّل 65% إلى 70% من جسم کل إنسان. على هذا لا یشکل التراب إلاّ مایقارب 30% من وزن الإنسان، فلو فرضنا أنّ التراب یشکّل کلّ وزن الجسم فیا ترى کم هو وزن کمیّة من التراب مقدار حجمها متر مکعب واحد؟ إنّه لا یزید على طنین أو ثلاثة اطنان!، فلو کان الوزن المتوسط لکل إنسان یبلغ ستین کیلو غرام فسوف یکفی کل متر مکعب واحد من التراب لخلق أربعین إنساناً تقریباً.

وطبقاً لهذه الاحصائیة فإنّ الکیلومتر المکعب الواحد من التراب الذی هو عبارة عن «ملیار متر مکعب» یکفی لخلق ما یقارب ثمانیة اضعاف سکّان الأرض الحالیین، وبما أنّ عدد سکان الکرة الأرضیة کان قلیلا جدّاً بالنسبة لسکان الأرض الحالیین فإنّه من المحتمل أن لا یزید عدد جمیع البشر الذین وطأوا الأرض على أربعین ملیار نسمة.

وکل هذه الحسابات تدور حول کیلومتر مـکعب واحد مـن التراب الذی هـو کقطرة فی بحر بالنسبة لحجم الکرة الأرضیة، فإذا ما أجرینا هذه الحسابات على مائة کیلومتر مکعب أو ألف کیلومتر مکعب من التراب وهی نسبة ضئیلة جدّاً من حجم کل الکرة الارضیة فإننا سوف نحصل على أرقام هائلة جدّاً وسوف تتضح لنا حقیقة الأمر بکل سهولة.

فبعد أن أجرینا هذه الاحصائیات على التراب تعالوا لنجری الاحصاءات فی هذا المجال من زاویة الزمان.

فنقول: کم هو العمر المتوسط لحیاة الإنسان؟ أو بتعبیر آخر: کم عمر الجیل الواحد من البشر؟

من المحتمل أن یکون عمر الجیل الواحد ما یقارب الخمسین سنة أو أقل أو أکثر من ذلک بقلیل.

بناءً على هذا یکفی الکیلومتر المکعب الواحد من التراب لخلق ثمانیة أجیال أی یکفی لخلقهم لمدّة أربعة قرون تقریباً (هذا لو فرضنا أنّ عدد نفوس الأجیال السابقة بعدد نفوس الجیل الحالی، ومن البدیهی أنّة لم یکن کذلک).

على هذا فکل ألفین وخمسمائة کیلومتر مکعب من التراب تکفی لخلق هذا العدد من البشر لمدّة مقدارها ملیون سنة، ولخلقهم لمدّة أربعة ملایین سنة نحتاج لعشرة الآف کیلومتر مکعّب من التراب فقط.

ونحن على یقین بعدم وجود أیّة نظریة تُقدِّرُ عمر البشر على الکرة الأرضیة بأکثر من أربعة ملایین سنة، لکننا لا نعلم کم هی مدّة الفترة الزمانیة الفاصلة بین وقتنا الحاضر وبین نهایة الحیاة على الأرض.

لذا فإننا لو أجرینا هذا الاحصاء بأی نحو کان فلن یمثّل التراب المتخلّف من جمیع البشر على مرّ التاریخ إلاّ کمیة ضئیلة جدّاً لا تقدّر بأکثر من رقعة صغیرة من الأرض تبلغ مساحتها الف کیلومتر مکعب لا أکثر فی بلد صغیر.

هذا بالإضافة إلى أنّ احصاءاتنا کانت جمیعها بحسابات الحد الأعلى، لأننا لم نتقیّد بقید، فلم نعر أیّة أهمیّة للماء الموجود فی جسم الإنسان ولم نخفِّض من عدد سکّان الأرض فی الأجیال السابقة وهو قلیل جدّاً بالنسبة لعدد نفوس الجیل الحالى، کما أنّنا اطلقنا العنان فی حساب السنین الباقیة من عمر الحیاة على الأرض.

وقصارى القول: إنّ الادّعاء بعدم کفایة تراب الأرض لإعادة الأجسام یوم القیامة لا یصدر إلاّ ممن لا یعرفون العملیات الحسابیة الأربع! أی الذین یتکلمون بغیر حساب ویرجمون بالغیب!

 

4 ـ هل تسع مساحة الأرض لحشر جمیع البشر؟الجواب النهائی لشبهة الآکل والمأکول
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma