3 ـ ملائکة الموت

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
4 و 5 ـ حال المؤمنین والظالمین عند سکرات الموت2 ـ حقیقة الموت

بالرغم من أنّ الآیة السابقة أسندت قبض الأرواح إلى الله، لکنّه یستفاد من آیات اُخرى من القرآن إسناد هذا العمل إلى الملائکة، ففی الآیة الثالثة من آیات البحث وُجِّه الخطاب إلى النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) واُمِر بأن یجیب على إنکار المشرکین للمعاد بقوله تعالى (قُلْ یَتَوَفَّاکُمْ مَّلَکُ المَوْتِ الَّذى وُکِّلَ بِکُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّکُمْ تُرْجَعُونَ).

ومن الجدیر بالذّکر هو أنّ الآیة هنا تحدّثت عن ملک الموت، الملک الذی اُوکِلت إلیه هذه المهمّة، بینما لاحظنا فی الآیة السابقة إسناد القبض إلى الله، وفی الآیة اُسند القبض إلى مجموعة من الملائکة: (الَّذِیَنَ تَتَوفَّاهُمُ المَلاَئِکَةُ). (الزمر / 42)

کما أسند القبض إلى الرّسُل: (تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا). (الانعام / 61)

إنّنـا إذا ما تمعّنا بشی من الدقّة فی الآیات المذکورة لا تّضح لنا عدم وجود أیّ تضاد فی هذه المسألة، وذلک لأنّ المتوفّی الرئیسی هو الله تعالى، ثمَّ تناط مهمّة قبض الأرواح بـ«ملک الموت الکبیر» ( عزرائیل(علیه السلام) ) الذی اُوکلت إلیه هذه المهمّة وهو بدوره ینجز هذا العمل أیضاً بواسطة «مجموعة من الملائکة» والرُسل الذین هم نفس أولئک الملائکة.

إنّ الأحداث المهمّة فی هذا العالم تنجز أساساً بواسطة الملائکة الَّذین لا هدف لهم إلاّ الطاعة لله والعمل بأوامره، والموت الذّی هو أحد هذه الأحداث المهمّة فی هذا العالم لایستثنى من هذا القانون.

وجملة: (ثُمَّ إِلَى رَبِّکُمْ تُرْجَعُونَ) تدلّ على أنّ الموت مقدّمة العودة نحو الحق فی مرحلة السیر الصعودی، کما أنّ الولادة هی نافذة نحو عالم الفناء والسیر النزولی لروح الإنسان، والتعبیر بـ«ثمّ» من المحتمل أن یکون إشارة لوجود البرزخ.

 

4 و 5 ـ حال المؤمنین والظالمین عند سکرات الموت2 ـ حقیقة الموت
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma