6 ـ الغایة من وجود البرزخ

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
ملاحظة5 ـ هل یمرّ الجمیع فی مرحلة البرزخ؟

اتّضحت بجلاء الغایة من الحیاة الدنیا، وهی کونها محل ابتلاء وتعلیم وتربیة وکسب الکمالات العلمیة والعملیة للإعداد للآخرة، فالدنیا فی نظر الروایات وبعض الآیات القرآنیة هی مزرعة ومکسب ومدرسة وهی ساحة إعداد، أو بتعبیر آخر هی بمنزلة «عالم الجنین» بالنسبة لعالم الآخرة.

والآخرة هی منبع الأنوار الإلهیّة ومحکمة الحق الکبرى، ومحل حساب الأعمال ومنزل القرب والرحمة الإلهیّة.

ویبقى هنا سؤال یجب الإجابة عنه وهو: ما هی الغایة من وجود «البرزخ»؟

وللإجابة عن هذا السؤال یمکن أن یقال: إنّ الغایة من توسط البرزخ بین الدنیا والآخرة، هی نفس الغایة المتوخاة من کل مرحلة متوسطة اُخرى، وذلک لأنّ الانتقال من محیط إلى محیط آخر یختلفان تمام الاختلاف مع بعضهما، وسوف لن یَتَحَمّل إلاّ بوجود مرحلة متوسطة تحمل بعض خصوصیات المرحلة الاُولى، مع بعض خصوصیات المرحلة الثانیة معاً.

هذا بالإضافة إلى أنّ یوم القیامة بالنسبة لجمیع البشر یتحقق فی یوم واحد، وذلک لوجوب تبدّل الأرض والسماء لإیجاد عالم جدید، وحیاة جدیدة للبشر فی ذلک العالم الجدید، لذا فإنّه لا یوجد أیّ سبیل آخر لتحقق ذلک إلاّ بتوسط البرزخ بین الدنیا والآخرة، وانتقال الأرواح بعد انفصالها من الجسم المادی إلى البرزخ لتبقى هناک حتّى انتهاء الدنیا، وبعد انتهاء الدنیا وقیام القیامة یحشر الجمیع معاً، وذلک لعدم إمکان تخصیص قیامة مستقلّة لکل إنسان، وذلک لأنّ القیامة لا تتحقق إلاّ بعد فناء الدنیا وتبدّل الأرض بغیر الأرض والسماء بغیر السماء.

بالإضافة إلى ذلک فقد دلّت بعض الروایات على إصلاح بعض النواقص العلمیة والتربویة للمؤمنین فی البرزخ، وعلى الرغم من أنّ البرزخ لم یُعدّ لعمل الصالحات، لکن ما المانع من أن یکون هناک مَوضعٌ لا رتقاء المعرفة والعلم؟

جاء فی الحدیث عن الإمام موسى بن جعفر(علیه السلام): «مَن ماتَ من أولیائنا وشیعتنا ولم یُحسن القَرآن عُلِّم فی قبره لیرفع الله به من درجته، فإنّ درجات الجنّة على قدر آیات القرآن، یقال له اقرأ وارق، فیقرأ ثمَّ یرقى»(1).


1. اصول الکافی، ج 2، ص 106، باب فضل حامل القرآن، ح 10.

 

ملاحظة5 ـ هل یمرّ الجمیع فی مرحلة البرزخ؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma