1 ـ ما المراد بـ (نفخة الصور) أو صرخة الموت والحیاة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء السادس)
2 ـ تأثیر الأمواج الصوتیة على الإنسان وسائر الموجوداتنفخة الموت ونفخة الحیاة !

علمنا أنّ الصور وحسب قول الکثیر من أرباب اللغة یعنی البوق أو القرن العظیم (کانوا یصنعون البوق من قرن الحیوان).

فکانوا ینفخون فیه من جهة فیخرج الصوت عالیاً من الجهة الاُخرى .

فهل أنّ هذا التعبیر تعبیرٌ مجازیٌّ کنایة عن الأمر الصادر من قبل الله تبارک وتعالى ینذر بنهایة العالم المباغتة وبدایة القیامة ؟ هو تشبیه لما اعتاد علیه الناس فی ایقاف القطعات العسکریة أو إیقافها أو لدعوتها للتجمع، فهی وسیلة تستعمل لإعلام الجمیع بالوقوف أو الحرکة أو التجمع؟ (حیث إنّ لحن بوق الوقوف یختلف عن لحن بوق الحرکة ) ولا زال هذا الأسلوب معمولاً به فی بعض الثکنات والقطعات العسکریة، فهناک بوق النوم وبوق النهوض وبوق التجمع (1) ؟ أم أنّ هذا التعبیر لیس له بعد کنائی وإنّما هی نفخة حقیقیة ؟ ولکن من الواضح أنّ هذا البوق لیس بوقاً عادیاً وإنّما هو صاعقة وصیحة عظیمة تعمّ أرجاء السموات والأرض وتسبب موت جمیع الموجودات الحیة أو إحیائها وبعث الحیاة والحرکة فیه .

إنّ هذا الاحتمال هو الأرجح، ویتناسب مع ظاهر الآیات : ونقرأ فی هذا الصدد حدیثاً ورد عن الإمام علی بن الحسین (علیه السلام): «إنَّ الصُّورَ قَرْنٌ عَظیمٌ لَهُ رَأَسٌ واحدٌ وَطَرفانِ ، وَبیْنَ الطَّرفِ الأَسْفَل الَّذی یلی الأرضَ إلى الطَّرف الأعلى الَّذی یَلی السَّماءَ مِثْلُ ما بَیْنَ تَخُومِ الأَرضینَ السّبع إلى فوقِ السَّماء السّابعةِ ، فیه اثْقابٌ بعَدَدِ أرْواحِ الخلائقِ ، وَسِعَ فَمُهُ ما بَیْنَ السَّماءِ والأَرضِ» (2) .

ولقد ورد فی حدیث آخر عن الرسول(صلى الله علیه وآله) : «الصُّور قَرْنُ مِن نور فیهِ اَثْقابٌ على عَدَدِ أرْواح العِبادِ» (3) .

وهذان الحدیثان یؤکّدان أنّ هذا التفسیر هو کنایة عن موضوع هام بیّن فی هذا المجال .

ولکن نلاحظ فی أقوال بعض المفسرین أنّ (الصور) مأخوذ من جمع (صورة) وقالوا: إنّ المراد النفخ فی صُوَر وأبدان الناس فتدب الحیاة فیهم .

إنّ هذا التفسیر یتناسب مع النفخة الثانیة أی نفخة الاحیاء ولیس النفخة الأُولى، ولقد رُفض هذا التفسیر من قبل بعض أرباب اللغة حیث ورد هذا المعنى فی (لسان العرب) عن بعض علماء اللغة قال : هذا خطأ فاحش ونوع من التحریف فی کلام الله تعالى وذلک لأنّه ورد جمع (الصورة) فی آیات قرآنیة أُخرى على (صُوَر) على وزن فُعَل ولیس (صُوْر) وإذا قرأَ أحد جملة (ونُفِخَ فی الصُّوْر) «الصُّوَرِ» بفتح الواو فقد إفترى على الله وحرَّف کتابه، فکما أنّ هذا التفسیر لا یتوافق مع الروایات السالفة الذکر کذلک لا یتوافق مع الآیات التی وردت فیها تعابیر (صعقة) (وزجرة) و(ناقور) وغیره .

ولا یستبعد أنْ یکون هذا ناتجاً عن عدم هضم معنى (نفخ فی الصور)، فی حین أنّ الصور لیس بوقاً عادیاً ولیست النفخة شبیهة بنفخاتن .

وعلى أیّة حال فإِن التفسیر الثانی هو الأنسب من بین التفاسیر الثلاثة التی قیلت بهذا الصدد ، حیث إنّه ینسجم وسیاق ظاهر الآیات ولابدَّ لنا من الاعتراف بعجزنا عن اعطاء توضیح کامل عن نفخة الصور .


1. ورد هذا الکلام فی تفسیر روح الجنان، ج 9، ص 421 .
2. لئالىء الأخبار، ج 5، ص 53.
3. علم الیقین، ص 892 .

 

2 ـ تأثیر الأمواج الصوتیة على الإنسان وسائر الموجوداتنفخة الموت ونفخة الحیاة !
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma