3 ـ ماهو میزان العمل ؟

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء السادس)
4 ـ ماهی الأعمال الثقیلة فی المیزان؟2 ـ شهود یوم القیامة

یقول المرحوم الشیخ المفید (رحمه الله) : «لیس الأمر فی معنى ذلک على ماذهب إلیه أهل الحشو من أنّ فی القیامة موازین کموازین الدنیا لکل میزان کفتان توضع الأعمال فیهما، فالخبر الوارد أنّ أمیرالمؤمنین والأئمّة من ذرّیته هم الموازین فالمراد أنّهم المعدلون بین الأعمال فیما یستحق علیها والحاکمون فیها بالواجب والعدل»(1).

ولکن بعض المفسّرین ردوا هذا الکلام . وقالوا: إنّ المیزان فی الآخرة کموازین الدنیا فتوضع الأعمال فیها ، حیث تصبح الأعمال ذات وزن أو توزن صحف الأعمال التی لها وزن .

ویقول البعض کالعلاّمة المجلسی (رحمه الله) : نحن نؤمن إجمالاً بالمیزان أمّا فیما یتعلق بجزئیاته وکیفیته فلا نقول شیئاً من عندنا.

روی أنّ داود (علیه السلام) سأل ربه أن یریه المیزان فأراه، کل کفّة کما بین المشرق والمغرب، فغشی علیه، ثم أفاق فقال: «الهی! من الذی یقدر أن یملأ کفّته حسنات ؟ فقال: یا داود إنّی إذا رضیت عن عبدی ملأتها بتمرة» (2) .

وجاء فی حدیث آخر عن الإمام الصادق (علیه السلام) : «إنّه سئل عن المیزان، فقال : المیزان العدل» (3).

من هنا یطرح هذا السؤال: کیف یکون الجمع بین کل هذه الأحادیث ؟ فقد ورد فی بعضه : أنّ المیزان بمعنى الوجود المقدّس للأئمة المعصومین(علیهم السلام) وفی حدیث آخر بمعنى العدل وفی حدیث داود : (کل کفة کما بین المشرق والمغرب)، وفی الظاهر أنّ هذه الأحادیث الثلاثة متضادة ، ولکن إذا أخذنا هذه النکتة بنظر الاعتبار فسوف یزول هذا الاختلاف الصوری ، أنّ حقیقة المیزان هی العدل الإلهی وأنّ الرسول الأعظم (صلى الله علیه وآله) والأئمّة الأطهار (علیهم السلام) هم مظهر عدله تعالى ، ومن جهة اُخرى أننا نعلم أنّه (بالعدل قامت السموات والأرض) (4) .

ومن هنا یتّضح سبب دهشة داود(علیه السلام) عند مشاهدته لعظمة المیزان وذلک لأنّه رأى عظمة مقام العدل ، ومقامات محمّد وآله (علیهم السلام) بحیث وجد أعماله لا شیء قباله .

ومن الطریف أنّ هذا المیزان وبهذه العظمة یمتلئ بتمرة واحدة إذا کان فیها روح الإخلاص فتوجب رضا الله تبارک وتعالى .

ویعتقد بعض المحققین : أنّ الأئمّة المعصومین وأولیاء الله بمنزلة کفّة المیزان الاُولى ، وأعمال الإنسان وعقائده ونیّاته بمنزلة الکفّة الاُخرى فیوازن بینهما یوم القیامة .

ویمکن أن نستفید من هذا الکلام من خلال الآیات القرآنیة التی تذکر: (ومَنْ خَفَّتْ مَوازِینُهُ )أو (فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِینُهُ... ) أو التعبیر الذی ورد فی قوله تعالى: (فَلا نُقِیمُ لَهُمْ یَومَ القِیَامَةِ وَزناً ). (الکهف / 105)

إنّ خفة موازین هذه الطائفة ناشئة من عدم امتلاک الاعتقادات الحقة والأعمال الصالحة وأمّا ثقل موازین الطائفة الاُخرى فهی ناتجة عن امتلاک الرصید الثقیل من الأعمال الصالحة والاعتقادات الحقّة، وعلى أیّة حال، تقام الموازنة بین الناس من جهة وأولیاء الله من جهة اُخرى . فکلما کانت أعمالنا وعقائدنا شبیه ومقاربة لأعمال أولیاء الله فسیکون میزان عملنا ثقیل (تأمل) .


1. بحار الأنوار، ج 7، ص 252 (مع التلخیص) .
2. تفسیر روح البیان، ج 5، ص 486 ذیل الآیة 47 الأنبیاء، ولقد ورد نفس المضمون مع شیء من الاختلاف فی تفسیر الکبیر ذیل الآیة مورد البحث، وکذلک فی تفسیر روح المعانی الآیة نفسها.
3. تفسیر نور الثقلین، ج 2، ص5 .
4. الفیض الکاشانی، ورد هذا الحدیث فی تفسیر الصافی ذیل الآیة 7 من سورة الرحمن.

 

4 ـ ماهی الأعمال الثقیلة فی المیزان؟2 ـ شهود یوم القیامة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma