ذکرت الآیات 22 ـ 34 من سورة المعارج تسع صفات من صفات أهل الجنّة وعلى أثر هذه الصفات یعدهم الله تعالى بالجنّة ، وهذه الصفات هی : المحافظة على الصلاة ، وتعیین حق ثابت فی أموالهم للمحرومین ، والإیمان بیوم الجزاء ، والخوف من عذاب الله ، والمحافظة على الفروج ، وأداء الأمانة ، والوفاء بالعهد ، والقیام بالشهادة ، والمحافظة على آداب وشرائط وروح الصلاة ، وبعد ذکر هذه الصفات قال تعالى :(أُولَئِکَ فِى جَنَّات مُّکرَمُونَ ). (المعارج / 35)
وهذا التعبیر تعبیر واحد لجمیع النعم الجسمانیة والروحانیة .
ومن الطریف أنّ هذه الصفات التسع ابتدأت بالصلاة واختتمت بالصلاة أیضاً مع هذا الاختلاف ، وهو أنّها ابتدأت بالاستمرار على الصلاة وانتهت بالمحافظة علیها أی حفظ آدابها وشرائطها وخصوصیاته ، تلک الآداب والشرائط تحفظ مظهر الصلاة من الفساد والبطلان وکذلک تقوّی روح الصلاة التی تتمثل بحضور القلب وازالة موانع قبولها کأکل السحت ، وشرب الخمور ، والغیبة ، وأمثال ذلک .
إذن فالآیة تدلل على أنّ أعمال الخیر کلها تبدأ بالصلاة وتنتهی بالصلاة أیض ، ومن الناحیة العملیة أنّ أول ما یجب على الإنسان البالغ، الصلاة وآخر ما یلازمه حتى نهایة عمره، الصلاة أیض ، اللطیف هو أنّ للمحافظة على الصلاة طرفین: الأول: وجوب المحافظه علیها من الفساد والخلل، والثانی: أنّ الصلاة تحفظ الإنسان من الفحشاء والمنکر (إِنَّ الصَّلاةَ تَنهى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْکُرِ)، ونختم هذا البحث بحدیث عن الرسول الأعظم (صلى الله علیه وآله)إذ قال : «من حافظ علیها کانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً یوم القیامة» (1) .