ورد فی الکثیر من آیات کتاب الله تهدید للظلمة بنار جهنّم ، والتعابیر التی وردت بشأنهم قلّما وردت بشأن فئة اُخرى ، وهذا یعکس مدى الأهمیّة التی أولاها الإسلام لمواجهة الظلم والحث على التخلی عنه . وقد وردت أشدّ التهدیدات فی قوله تعالى:(اِنَّا اَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِینَ نَاراً اَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا واِنْ یَستَغِیثُوا یُغَاثُوا بِمَاء کَالمُهْلِ یَشْوِى الوُجُوهَ بِئسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرتَفَقاً ) . (الکهف / 29)
وهناک تعبیر آخر شدید اللهجة أیضاً ورد أیضاً فی قوله تعالى:(وَاَمَّا القَاسِطُونَ فَکَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً ) . (الجن / 15)
ویبیّن هذا التعبیر أنّ نار جهنّم تستعر فی داخل نفوسهم ، وکما کانوا فی هذه الدنیا ناراً محرقة للمظلومین ، یتحول کیانهم هناک فی عالم تجسید الأعمال إلى قطعة من نار، ولا تعبیر أبلغ وأفصح من هذا التعبیر بشأن القوم الظالمین (1) .