الزکاة من أرکان الإسلام الأساسیة وترکها من أکبر الذنوب ونلاحظ أنّ القرآن قد جعل منعها فی مصاف الشرک وتکذیب المعاد ، وهذا یعنی أنّها من دواعی دخول النّار ، حیث یقول القرآن الکریم : (وَوَیلٌ لِّلمُشْرِکِینَ * الَّذِینَ لاَیُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ کَافِرُونَ ). (فصلت / 6 ـ 7)
اثارت هذه الآیة جدلاً واسعاً بین المفسرین ، وطرحوا احتمالات متعددة فی تفسیرها وکان الدافع لذلک کونها من فروع الدین فکیف یصبح ترکها دلالة على الکفر والشرک ؟
یبدو أنّ البعض قد جعل منها معیاراً، فقال: إنّ عدم ایتاء الزکاة حتّى وإن لم یقترن باِنکار حکمها یعتبر مؤشراً ذاتیاً على الکفر ، وقال البعض الآخر: إنَّ عدم ایتائها لایُعتبر کفراً لوحده ، وإنّما یکون کذلک إذا اقترن بانکارها لأنّ وجوب الزکاة من ضروریات الإسلام ومنکرها کافر .
والنقطة التی تُعیننا على توضیح تفسیر الآیة هی المکانة الخاصة التی تمیّز الزکاة من بین التعالیم الإسلامیة ، فأداؤها یعنی الاعتراف بالحکومة الإسلامیة ومنعها یدل على التمرد ومناهضة الحکومة ، وکما نعلم فإنّ القیام ضد الحکومة الإسلامیة موجب للکفر.(1)
وقد سبقت الإشارة إلى الآیة 35 من سورة التوبة والتی تتحدث عن اکتناز الذهب والفضة وهی من الآیات الدالّة على أنّ ترک دفع الزکاة من أسباب دخول النّار .