أ) هل تُعتبر الشفاعة تشجیعاً على ارتکاب الذنوب ؟

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء السادس)
ب) لمن الشفاعة ؟5 ـ الإشکالات الأساسیة المطروحة بشأن الشفاعة

إلاّ یکون الأمل بالشفاعة والاعتماد علیها سبباً لکی یعتبره البعض بمثابة الضوء الأخضر لارتکاب المعاصی ، فیوغلون فی ممارسة أنواع الذنوب والجرائم متأملین انقاذ الشفعاء لهم من العذاب الإلهی فی یوم الجزاء وبهذا تکون نفوسهم فی راحة تامة وقد أمنت من التهدید الربانی بالعذاب ؟ أو بتعبیر آخر : ربّما تکون عقوبات القیامة ضماناً إجرائیاً لتنفیذ القوانین الإلهیّة واجتناب معصیته ; أقلا تُعتبر الشفاعة خرقاً لهذه الضمانات ؟

الجواب :

کما قیل سابقاً فإنّ الشفاعة بمفهومها القرآنی لا تحث ولا تشجع على ارتکاب الذنب ، ولیس هذا فقط بل إنّها عامل ردع قوی أیضاً یحول دون ذلک ، لأنّها تجعل الأشخاص یتوقفون فی أی مرحلة کانوا ولا یوغلون فی طریق المعصیة أکثر من ذلک ، بل تکون بمثابة خط للرجعة تدریجی .

وبتعبیر آخر ، یمکن القول: إنّ الشفاعة بمفهومها الإسلامى تعتبر نتاجاً لنوع من العلاقة بین الشفیع (أولیاء الله والقرآن و ...) والمشفوع له ، وهی رهینة بإذن الله وتستلزم أرضیة إلهیّة ، وبناءً على هذا فإنّ أمل الشفاعة یقول للإنسان : یجب علیک إقامة علاقة إیمان وعمل مع أولیاء الله ، وأن تعمل ما من شأنه جلب رضا الله ، لیکون لک رصیداً فی ذلک الیوم العصیب وسبباً للشفاعة عندهم .

ولهذا السبب یکون أصل الشفاعة رادعاً عن ارتکاب الذنب من جهة، وعاملاً لإعادة النظر فی ما ارتکب من سیّئات فی الماضی .

ولا یخفى أیضاً أنّ أحداً لم یتسلّم ضماناً بالشفاعة من أی ولی من أولیاء الله ، ولا یمکن لأی مذنب أن یطمئن إلى قول الشفاعة فیه ، بل إنّها مطروحة کإحتمال وأمل، وهذا أیضاً مشروط بالشروط المذکورة آنف ، وعلى هذا فهی لا تدفع مطلقاً على التجرؤ على ارتکاب الذنب .

 

ب) لمن الشفاعة ؟5 ـ الإشکالات الأساسیة المطروحة بشأن الشفاعة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma