ز) ألا تتعارض الشفاعة مع التوحید ؟

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء السادس)
النقاط الخاطئة فی هذا الاستدلال :الجواب ؟

إنّ التصور بوجود تعارض بین الشفاعة والتوحید هو واحد من الإشکالات المعروفة بشأن موضوع الشفاعة ، ومَرَدُّ ذلک هو الإعلام المکثف الذی وظّفهُ الوهابیون ضد هذه المسألة ، ولهذا ینبغی الالتفات إلیها جیّد :

تدور عقائد الوهابیین بشکل أساسی حول عدد من المحاور ، وأکثرها وضوحاً هی مسألة التوحید فی الأفعال والتوحید فی العبادة ، فهم یفسِّرون فرعی التوحید هذین وکأنّهما یتعارضان مع موضوع الشفاعة والتوسل بأرواح الأنبیاء والأولیاء وشفاعتهم بین یدی الله ، ولهذا السبب فقد اعتبروا جمیع فرق المسلمین التی تعتقد بهذه الاُمور (باستثناء الوهابیین) مشرکة ، ولا تعجبوا لو قلنا إنّهم یعتبرون أرواح غیرهم وأموالهم وأعراضهم مباحة مثلما کان یفعل عرب الجاهلیة المشرکون .

وانطلاقاً من هذا المعتقد فقد أراقوا دماء الکثیر من المسلمین فی الحجاز والعراق ، ونهبوا أموالهم ، وارتکبوا جرائم کثیرة لم یسبقهم إلیها أحدٌ فی الإسلام .

ولمؤسِّس هذه الفرقة وهو محمد بن عبدالوهاب (المتوفى عام 1206) کتابٌ یعرف باسم «رسالة القواعد الأربع» یقول فیه حول هذا الموضوع :

إنّ الخلاص من الشرک یکون بمعرفة أربع قواعد :

الاُولى : أنّ الکفّار الذین قاتلهم رسول الله (صلى الله علیه وآله) یُقِرون بأنّ الله تعالى هو الخالق الرزاق المدبر ولم یدخلهم ذلک فی الإسلام لقوله تعالى : (قُل مَن یَرزُقُکُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالاَرضِ اَمَّن یَملِکُ السَّمعَ وَالاَْبصَارَ وَمَن یُخرِجُ الحَىَّ مِنَ المَیِّتِ وَیُخرِجُ المَیِّتَ مِنَ الحَىِّ وَمَن یُدَبِّرُ الاَْمْرَ فَسَیَقُولُونَ اللهُ فَقُل اَفَلاَ تَتَّقُونَ ). (یونس / 31)

الثانیة : أنّهم یقولون مادعونا الأصنام وتوجهنا إلیهم إلا لطلب القرب والشفاعة (وَیَعبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ مَالاَ یَضُرُّهُم وَلاَ یَنَفَعُهُم وَیَقُولُونَ هَؤُلآءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَاللهِ ) . (یونس / 18)

الثالثة : أنّه (صلى الله علیه وآله) ظهر على قوم متفرقین فی عبادتهم فبعضهم یعبد الملائکة ، وبعضهم الأنبیاء والصالحین ، وبعضهم الأشجار والأحجار ، وبعضهم الشمس والقمر ، فقاتلهم ولم یفرق بینهم .

الرابعة : أنّ مشرکی زماننا أغلظ شرکاً من الأولین ،لأنّ أُولئک یشرکون فی الرخاء ویخلصون فی الشدّة وهؤلاء شرکهم فی الحالتین لقوله تعالى : (فَاِذَا رَکِبُوا فِى الفُلْکِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ اِلَى الْبَرِّ اِذَا هُمْ یُشرِکُونَ )(1). (العنکبوت / 65)

والغریب فی الأمر هو تمسکهم بهذه الأقاویل التی لا تعدو أن تکون مجرّد سفسطة ومغالطة ، فیبیحون وبهذه البساطة أرواح وأموال خصومهم ، ویجیزون قتلهم ، کما یقول الشیخ «سلیمان» وهو من زعماء هذه الفرقة الضالة فی کتابه «الهدیة السنیّة» بأنّ الکتاب والسُنّة یشهدان على أنّ کلّ من یجعل الملائکة والأنبیاء أو بعض الأصحاب وأهل البیت کابی طالب وابن عباس واسطة بینه وبین الله عزّ وجلّ لیشفعوا له عند الله تعالى لقربهم منه کما یشفع إلى السلاطین بواسطة المقربین منه فمثل هذا الشخص کافر ومشرک ، ومباح دمه وماله حتى لو کان یشهد والشهادتین ویصلی ویصوم (2) .

لقد أثبتوا تمسکهم بهذا الحکم القبیح والمخزی أی اباحة دماء وأموال المسلمین من خلال الأحداث التاریخیة المختلفة ومنها الحادثة المشهورة لقتل أهالی الطائف فی الحجاز قتلاً جماعیاً وذلک (فی صفر عام 1343) ، والقتل الجماعی لأهالی کربلاء فی العراق (فی 18 ذی الحجّة عام 1216) وهذا ماورد فی الکثیر من کتب التاریخ .


1. «رسالة القواعد الأربع» تألیف محمد بن عبد الوهاب زعیم الوهابیین : من ص 24 إلى ص 27 وفقاً لما نقله کتاب کشف الارتیاب، ص 163 .
2. الهدیة السنیة، ص 66 .
النقاط الخاطئة فی هذا الاستدلال :الجواب ؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma