9 ـ الإخلاص المنقطع النظیر

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء السابع)
10 ـ اللین والمحبّة وحسن الخُلُق8 ـ التوکّل المطلق على الله تعالى

وصف «المخلص» ورد ذکره فی القرآن مرّة واحدة فقط، وذلک فی حقّ موسى بن عمران(علیه السلام) فقد وصفه بالإخلاص قبل وصفه بالرسالة والنبوّة، یقول تعالى: (وَاذْکُرْ فِى الْکِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ کَانَ مُخْلَصاً وَکَانَ رَسُولا نَبِیّاً).

لکن نظراً لما ورد على لسان الشیطان فی آیتین من القرآن: (وَلاَُغْوِیَنَّهُمْ أَجْمَعِینَ * إِلاَّ عِبَادَکَ مِنْهُمُ الُْمخْلَصِینَ). (الحجر / 39 ـ 40) (ص / 82 ـ 83)

ولبداهة کون الأنبیاء(علیهم السلام) من الذین یعجز الشیطان عن إغوائهم بأی حال من الأحوال فیمکن استنتاج شمولیة هذا الوصف لکلّ الأنبیاء سواءً موسى(علیه السلام) أو غیره.

فما هو «الإخلاص»؟ إنّ الإخلاص منزلة رفیعة جدّاً یؤکّد علیها علماء الأخلاق والعرفان کثیراً وهو أن یعتبر الإنسان ذات الباری جلّت قدرته هی المؤثّر الحقیقی فی عالم الوجود لا غیر، وهذا نابع من المعرفة التامّة لتوحید الله تعالى، فیتوجّه العارف إلى الله تعالى بخالص نیّته ویعتبر کلّ البواعث غیر الإلهیّة عبثاً، ویضع کلّ وجوده رهن من یملک کلّ شیء، وأخیراً یرى کلّ ما سواه باطلا فانیاً.

إنّ عملیّة تهذیب الإنسان من شوائب الشرک والهوى والبواعث الوهمیة، لها مرحلتان:

المرحلة الاُولى: عن طریق تربیة النفس على قدر طاقة الإنسان أی أنّه یرى نفسه بعد اجتیازه هذا الطریق بالجدّ والسعی الحثیثین فی زمرة «المخلصین» (الذین قاموا بتنقیة أنفسهم).

المرحلة الثانیة: مـرحلة تصفیة الوجود الإنسانی من الشوائب التـی تخفى علیه لدقّتها، وهنا یأتی دور العنایات الإلهیّة لمساعدة العبد فی التخلّص من تلک الشـوائب والأخذ بیـده إلى مرتبة المخلصـین وهذه هی المنزلة الرفیعة لأنبیـاء الله تعالى (علیهم السلام)وأولیائه وخاصّة عباده.

ولا یخفى أنّ آثار هذا الإخلاص تتجلّى بکلّ وضوح فی أعمالهم کما یمکن إدراک بلوغهم لهذه المنزلة من خلال حسن أقوالهم وتصرّفاتهم بکلّ سهولة، وعلى أیّة حال فالإخلاص أحد الصفات البارزة لأنبیاء الله تعالى (علیهم السلام).

10 ـ اللین والمحبّة وحسن الخُلُق8 ـ التوکّل المطلق على الله تعالى
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma