تمهید:

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء السابع)
1ـ الاعجازطرق معرفة سفراء الله

لا شکّ أنّ أیّ ادّعاء لا یمکن قبوله إذا لم یکن معززاً بدلیل، خصوصاً الإدّعاء الخطیر جدّاً وهو ادّعاء النبوّة مثلا، وبالأخصّ بعد معرفتنا للکثیر من الأشخاص وعلى امتداد التاریخ ممّن ادّعوا السفارة و النبوّة، و رسالة هدایة الخلق من قبل الله زوراً وبهتاناً، بهدف إضلال البسطاء من الناس، فادّعوا أنّهم مرسلون من قبل الله لتحقیق أهدافهم المشؤومة وضمان طموحاتهم اللامشروعة، وقد وُفّقوا بعض الشیء فی کسب بعض المغفلین نحوهم.

وبناءً على هذا فلابدّ من وجود مقاییس یمکن من خلالها تمییز الأنبیاء الإلهیین من المدّعین الکذّابین، وبعد مطالعة هذا الموضوع بدقّة تنکشف أمامنا أربعة طرق:

1 ـ «الإعجاز» و هو القیام بأمور خارقة للعادة و خارجة عن قدرة الإنسان، مرفقة بدعوى النبوّة.

2 ـ التحقیق فی مضمون دعواتهم والتی یمکن أن تکون لوحدها فی بعض الأحیـان دلیلا على صدقهم وحقّانیتهم، وقد یـکون هذا الطریق أکثر قبـولا وثقة لدى العلماء حتّى من المعجزة.

3 ـ جمع القرائن التی تحوم حول مدعی النبوّة، وسوابقه وسلوکه ومحیطه والذین آمنوا به، بالإضافة إلى الطرق التی یسلکها لنشر دعوته، و ما إلى ذلک.

وکثیراً ما یحدث أن تدفع هذه القرائن مجتمعة للإیمان برسالته وصدق دعوته دون حاجة إلى اللجوء إلى شیء آخر.

4 ـ شهادة الانبیاء السابقین التشخیص عن طریق الأخبار وتزکیة الأنبیاء السابقین، أی أنّه یمکن لأخبار من اتّضح أنّه نبی أن تکون دلیلا وعاملا مساعداً لمن یأتی بعدهم.

على أیّة حال فالشیء المسلّم به هو عدم إمکان قبول أی دعوى بلا دلیل مقنع، وقد عاتب القرآن مراراً وکراراً أولئک الذین یدّعون أو یتّبعون بلا علم ولا دلیل.

ومن البدیهی أنّ أشخاصاً کهؤلاء سیکونون فی مهب ریح اللوم والعتاب على الدوام، وعلى حدّ قول بعض الفلاسفة: «من یقبل کلاماً بلا دلیل لا یستحقّ إسم الإنسان».

کما أنّ القرآن یعتبر أمثال هؤلاء الأشخاص أی الذین یتبعون الهوى بلا علم ولا دلیل من أضلّ الناس إذ یقول: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَیْرِ هُدىً مِّنَ اللهِ). (القصص/50)

وفی موضع آخر یقول بصراحة لمن یدّعی دعوىً فیما یتعلّق بالتوحید أو النبوّة: (هَاتُوا بُرْهَانَکُمْ إِنْ کُنتُمْ صَادِقِینَ). (البقرة / 111) (النمل / 64)

کمـا یقول فی مـوضع آخر: ( وَلاَ تَقْفُ مَا لَیْسَ لَکَ بِهِ عِـلْمٌ). (الإسراء / 36)

وأخیراً فقد اعتبر أولئک الذین یتکلّمون بغیر علم من أکثر الناس کذباً وافتراءً وظلماً، یقول الله تعـالى: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَـرَى عَلَى اللهِ کَـذِباً لِیُضِـلَّ النَّاسَ بِغَیْرِ عِلْم).(الأنعام / 144)

بعد هذه المقدّمة الخاطفة یأتی دور کلّ واحد من هذه الطرق الأربعة ونبدأ بمسألة «الإعجاز».

 

1ـ الاعجازطرق معرفة سفراء الله
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma