إرشادات القرآن حول هذین الدلیلین:

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء السابع)
4 ـ شهادة الأنبیاء السابقینروحیة المتّهم وسوابقه:

إنّ لآیات القرآن الکریم تعابیر لطیفة حول الدلیلین الأخیرین (جمع القرائن، والتحقیق فی مضمون الدعوة) أو على الأقل هناک إشارات بلیغة إلیهما من جملتها:

1 ـ نقرأ فی قوله تعالى: (الَّذِینَ یَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِىَّ الاُْمِّىَّ الَّذِى یَجِدُونَهُ مَکْتُوباً عِنْدَهُمْ فِى التَّوْرَاةِ وَالاِْنجِیلِ یَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَیَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنکَرِ وَیُحِلُّ لَهُمُ الطَّیِّبَاتِ وَیُحَرِّمُ عَلَیْهِمُ الْخَبَائِثَ وَیَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالاَْغْلاَلَ الَّتِى کَانَتْ عَلَیْهِمْ ...).(الأعراف / 157)

تشیر هذه الآیة إلى أحد الأدلّة اللاحقة أی شهادة الأنبیاء السابقین من جهة، وإلى عظمة مضمون دعوة ذلک النبی من جهة اُخرى، وتذکر من جهة ثالثة قسماً من صفاته کشاهد على حقّانیته.

ولا شکّ أنّ الدعاة غیر الإلهیین إنّما یهدفون إلى کبت طاقات الامة واستثمارها واستعمارها بدل السعی لتحریرها.

إنّهم لا یؤیّدون أبداً الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر.

وهل یعقل صدور کلّ هذه المعارف الرفیعة والأحکام والقوانین والأوامر المدروسة من شخص جاهل یاترى؟

2 ـ تمّت الإشارة إلى خمسة أوصاف من صفات النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)، والتی یمکنها أن تشهد على صدق دعوته، یقول تعالى: (لَقَدْ جَاءَکُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِکُمْ عَزِیزٌ عَلَیْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِیصٌ عَلَیْکُمْ بِالْمُؤْمِنِینَ رَءُوفٌ رَحِیمٌ). (التوبة / 128)

3 ـ تمّت الإشارة فی سورة (الکهف / 6) إلى حرص النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) الشدید على هدایة المؤمنین، والذی یعدّ بنفسه دلیلا ناطقاً على إیمانه بهذا الدین الإلهی: (فَلَعَـلَّکَ بَاخِعٌ نَّفْسَـکَ عَلَى آثَـارِهِمْ إِنْ لَّمْ یُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِیثِ أَسَفاً)(1). (الکهف / 6)

4 ـ تمّ التأکید على أنّ النبی الأکرم کان اُمّیاً، لما فی ذلک من دور فی إزالة حالة الشـکّ والتردّد التی تثـار حول نبوّته، یقول تعالى: (وَمَـا کُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْـلِهِ مِنْ کِتَـاب وَلاَ تَخُطُّـهُ بِیَمِینِـکَ إِذاً لاَرْتَـابَ الْمُبْطِلُونَ). (العنکبوت / 48)

5 ـ وفی الآیة التی بعدها تمّت الإشارة إلى المبشّرین بهذا الدین والمؤمنین به، یقول تعالى: (بَلْ هُوَ (القرآن) آیَاتٌ بَیِّنَاتٌ فِى صُدُورِ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ). (العنکبوت / 49)

لا شکّ أنّ تأکید علماء الاُمّة ومفکّریها على شیء ما، یمکنه أن یکون دلیلا وقرینة على حقّانیته.

6 ـ کثـیراً ما نقـرأ فی آیات القـرآن عند وصفها للأنبیـاء الإلهیین ونبی الإسلام (صلى الله علیه وآله)أنّهم لم یطلبوا أجراً أبداً، ولم یفکّروا فی العطایا المادیّة وأنّهم بقوا على عهدهم هذا طول عمرهم، فی حین أنّ المدّعی کذباً لهذا الأمر سیکون ادّعاؤه بلا شکّ لاُمور مادیّة.

من جملتها ما نقرأه فی قوله تعالى: (اتَّبِعُوا مَنْ لاَ یَسْأَلُکُمْ أَجْراً وَهُمْ مُّهْتَدُونَ) (وآثار التقوى والنزاهة ظاهرة علیهم). (یس / 21)

7 ـ کما نجد فی أکثر آیات القرآن الطبقات المسحوقة والمستضعفة، کانت فی الصفّ الأوّل من الذین آمنوا بالأنبیاء الإلهیین، وهذا ما کان یطعن به الأثریاء المتکبّرون غالباً.

ومـن جملتها مـا نقرأه فی القرآن الکریم حینما استشکل فریق من الأغنیـاء على نبی الإسـلام (صلى الله علیه وآله) حول هذا الموضـوع إذ أمره القرآن بعدم التخلّی عن هذه الثلّة المؤمنة المستضعفة أبداً:

(وَاصْبِرْ نَفْسَکَ مَعَ الَّذِینَ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِىِّ یُرِیدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَیْنَاکَ عَنْهُمْ تُرِیدُ زِینَةَ الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِکْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَکَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً * وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَّبِّکُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْیُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْیَکْفُرْ ...). (الکهف / 28 ـ 29)

ولا شکّ أنّ المصلحة المادیة تدفع بالمدّعین کذباً، وعبدة الدنیا للإلتفاف حول أهل الثراء على طول الخطّ.

بل نقرأ فی قسم من الآیات الشریفة أنّ هذه الطبقة المستکبرة اعتبرت المؤمنین المستضعفین طبقة المجتمع السفلى، التی لم تثبت وجودها وعبّرت عنها بـ «الأراذل»، والتدقیق فی آیات القرآن یکشف عن أنّ الکثیر منها تشیر إلى هذا الدلیل والذی قبله.


1. وورد نظیر هذا المعنى فی سورة (الشعراء / 3).
4 ـ شهادة الأنبیاء السابقینروحیة المتّهم وسوابقه:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma