من المعلوم أنّه قد ورد فی القرآن الکریم بالإضافة إلى المعارف والتعالیم المرتبطة بالمبدأ والمعاد والمسائل الأخلاقیة والتاریخیة والتشریعات المتعلقة بالعبادات ، مجموعة من القوانین الاجتماعیة أیض ، والتی ترسم معالم القانون الأساسی للاسلام وبعض القوانین المدنیة ، الحقوقیة والجزائیة المتعلقة به .
إنّ الدقّة والحکمة الموجدتین فی النصوص القرآنیة تکفیان لوحدهما فی اظهار معجزة القرآن استناداً إلى أنّ ظهور وبروز هذه القوانین الحکیمة جدّاً ـ والتی ستأتی أمثلتها فیما بعد ـ فی محیط تحکمه شریعة الغاب، أو بعبارة اُخرى: فی جو یضجُّ بالفوضى والتسیب، هذه القوانین بإمکانها أن تحمل کل فرد منصف على التسلیم والاذعان ، لذا نحن لسنا ملزمین بأنّ نفتش عن عظمة هذا الکتاب السماوی واعجازه فی المسائل المرتبطة بالفصاحة والبلاغة ، أو المعارف والعلوم والجوانب التاریخیة فقط ، بل إنّ الاقتصار على البحث فی مجموعة القوانین القرآنیة یفتح نافذة بوجه هذا العالم الکبیر .
وهنا ینبغی ـ وقبل کل شیء ـ أن نقدم مقدمة قصیرة حول بیان معنى القانون الصالح وحقیقته ، وذلک من أجل تدعیم أساس هذا البحث .