مفهوم خاتم النبیین :

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء الثامن)
الاجابة عن بعض الاسئلة :جمع الآیات وتفسیرها

مع أنّ معنى (خاتم) واضح جدّاً ـ لأنّ مادة ختم فی کافة معاجم اللغة العربیة تعنی انهاء شیء ولکن قسماً من وساوس المنحرفین تستوجب تقدیم توضیحات أکثر بشأنها، یقول «ابن فارس»، أحد علماء اللغة المعروفین فی القرن الرابع الهجری، فی «معجم مقاییس اللغة: «ختم ، لها معنىً أصلیٌّ واحدٌ لا أکثر وهو الوصول إلى نهایة الشیء . وأن قولهم (ختم)
عندما یضعون ختما (مهرا) على شیء فهو من هذا الباب ، لأنّهم دائماً بعد انهاء شیء ما یضعون ختما أو مهراً علیه» .

ویقول (الخلیل بن أحمد) وهو من أقدم المؤلفین والمحققین فی لغة العرب والذی عاش فی القرن الثانی للهجرة فی زمن الأئمّة المعصومین(علیهم السلام) عن معنى خاتِمْ وخاتَمْ: «خاتِم کل شیء هو نهایته وآخرته . وخاتَم تعنی الختم «المهر» الذی یضعونه على الطین» ، وذلک عند اتمام الرسالة وطیها ومن أجل أن لا یفتحها الغرباء یلصقون قطعة لینة من الطین على محل ربطها ثم یختمون فوقها بحیث لایبقى أی طریق لفتحها إلاّ بکسر الختم .

وذهب سائر أصحاب اللغة أیضاًإلى هذا المعنى نفسه ، وفسروا (خاتم) بمعنى الشیء الذی یؤدّی إلى النهایة أو الختم الذی یضعونه فی النهایة .

وفی کتاب (التحقیق) الذی یعد تحقیقاً جامعاً فی مصادر اللغة المهمّة بعد أن ینقل أقوال کبار اللغویین العرب یقول : «المتحقق أنّ لهذه المادة جذرٌ واحد وهو فی مقابل «بدء» . أی اکمال شیء وایصاله إلى آخره ونهایته»(1) .

وکذلک المفسرون الإسلامیون من أقدمهم وحتى معاصریهم لم یخرجوا جمیعهم عن أن معنى (خاتم النبیین) فی الآیة المذکورة هو آخر الأنبیاء .

ویقول المفسر المعروف (محمد بن جریر الطبری) الذی عاش فی القرن الثالث فی تفسیره الذی یعتبر من أقدم التفاسیر فی ذیل الآیة آنفة الذکر : و«خاتم النبیین الذی ختم النبوة فختم علیها فلا تفتح لاحد بعده إلى قیام الساعة»(2) .

ویقول المرحوم (الشیخ الطوسی) وهو من عظماء الفقه والتفسیر، وعاش فی القرن الخامس فی کتابه المشهور (البیان) بعد أن یذکر (خاتم النبیین) : «أی آخرهم لأنّه لا نبی بعده الى یوم القیامة»(3) .

وکذلک المفسر الکبیر (الطبرسی) الذی عاش بعده بقرن واحد جاء بنفس المعنى أیضاً وشرحه(4) .

یقول (أبو الفتوح الرازی) الذی یعدّ من المفسرین رفیعی الشأن فی القرن السادس وکتب تفسیره باللغة الفارسیة فی تعبیر جذّاب فی ذیل کلمة (خاتم النبیین) : «وآخر الأنبیاء حتى تظن أنّه ختم النبوة ، وبنبوته ختم باب بعث الأنبیاء»(5) .

ویقول کذلک المفسر السنی الشهیر (الفخر الرازی) والذی یعدّ من مفسری القرن السادس الهجری المعروفین بعد کلمة (خاتم النبیین) : «مفهومها أن لا نبی بعده ، وشریعته تامة بحیث لم یبق شیء لم یذکر»(6) .

وسار بقیة المفسرین قرناً بعد قرن على نفس المعنى حتى وصل إلى المفسرین المعاصرین .

والشیء الملفت للنظر هو أنّ مادة ختم ومشتقاتها ـ الآیة المذکورة ـ استخدمت فی القرآن الکریم فی سبعة موارد جاءت کلها وبدون استثناء بمعنى الاتمام أو انهاء الشیء أو الختم الذی یضربونه أسفل الرسائل ، وهذا بذاته یدلل على أنّ الآیة موضوع البحث لیس لها ای مفهوم سوى أنّ النبی (صلى الله علیه وآله) هو خاتم سلسلة الأنبیاء ، والختم الذی وضع على نهایة سجل الرسالات .

وکذلک جاء فی (نهج البلاغة) والروایات الإسلامیة نفس المعنى بشکل عام ، وسوف یشار إلى قسم منها فی نهایة هذا البحث .


1. التحقیق ، مادة (ختم) .
2. تفسیر جامع البیان، ج22 ، ص 12 .
3. تفسیر البیان، ج 8 ، ص 314 .
4. تفسیر مجمع البیان، ج 7 و8 ، ص362 .
5. تفسیر الکبیر، ج9 ، ص 162 .
6. تفسیر الکبیر، ج25 ، ص 214 .
الاجابة عن بعض الاسئلة :جمع الآیات وتفسیرها
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma