دراسة وتحلیل حول آیة التبلیغ :

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء التاسع)
1 ـ معنى الولایة والمولى فی حدیث الغدیر مضمون روایات الغدیر :

لو تغاضینا عن جمیع الروایات الواردة بشأن نزول الآیة الآنفة الذکر ، وکذا الروایات الواردة حول واقعة الغدیر ، وأمعنا النظر بمضمون الآیة نفسها وما تلاها من الآیات ، نستطیع من خلال عمق هذه الآیات اتخاذ موقف ازاء مسألة خلافة النبی (صلى الله علیه وآله) .

والتوضیح: إنّ الآیة المذکورة باختلاف التعابیر التی وردت فیها تؤکّد على أنّها ناظرة إلى قضیة ذی ثلاث مزایا مهمّة :

1 ـ إنّها قضیة تحظى بأهمیّة فائقة من وجهة نظر الإسلام إلى الحد الذی یؤمر النبی(صلى الله علیه وآله)بإبلاغه ، وإن لم یفعل فما بلّغ رسالة الله ! وبتعبیر آخر فقد کانت أمراً مرادفاً لقضیة النبوة، فإن لم یؤدّها تبقى رسالة النبی (صلى الله علیه وآله) ناقصة !

ومن البدیهی أنّهُ لیس المراد أنّ هذا أمرٌ الهیٌّ عاد وکل أمر إلهی لا یبلغ لم تبلغ رسالة الله ، فهذا الکلام من قبیل توضیح الواضح وغنی عن البیان ، بینما ظاهر الآیة هو أنّ القضیة المشار إلیها تحظى باهتمام خاص من حیث إنّها خلاصة الرسالة والنبوة .

2 ـ إنّ هذه القضیة لا تتعلق بالصلاة والصوم والحج والزکاة وما شابه ذلک من قواعد تعالیم الإسلام ، لأنّها من آیات سورة المائدة، ونحن نعلم أنّ سورة المائدة هی آخر سورة نزلت على النبی (صلى الله علیه وآله) ( أو من أواخر السور ) أی فی آواخر عمر النبی (صلى الله علیه وآله)المبارک حیث کان قد تم بیان کافة الأرکان المهمّة للاسلام(1) .

3 ـ إنّ عبارات الآیة تدلل على أنّ القضیة المقصودة من الآیة کانت مسألة قد اتخذ البعض ازاءها موقفا متصلباً، ولربّما تعرضت حیاة النبی (صلى الله علیه وآله) إلى الخطر بسببه ، من هنا أعلن الباری تعالى دعمه الخاص لنبیه فی هذا الصدد وقال :

( وَاللَّهُ یَعصِمُکَ مِنَ النَّاسِ ) .

ثم یؤکد تعالى فی نهایة الآیة :

( اِنَّ اللَّهَ لاَ یَهدِى القَومَ الکَافِرِینَ ) .

وهذه العبارة بحد ذاتها دلیل على المواقف السلبیة لبعض المخالفین .

إنَّ مجموع هذه الاُمور الثلاثة التی تستنتج من الآیة تؤکد على أنّ المراد منها لیس إلاّ ابلاغ خلافة ووصایة النبی(صلى الله علیه وآله) .

نعم ، فمثل هذا الأمر یمکن أن یحظى بالبحث والتمعن فی آواخر حیاة النبی (صلى الله علیه وآله) ، ولیس سائر دعائم الإسلام التی کانت قد بُینت آنذاک ، ومثل هذا الأمر باستطاعته أن یکون مرادفاً للنبوة ومماثلاً له ، وربّما تثار الاعتراضات نتیجة لاظهار مثل هذا الأمر قبل هذا الوقت ویکمن فیه الخوف من الخطر .

إنّ أی تفسیر آخر یعطى لهذه الآیة عدا مایتعلق بالولایة والإمامة والخلافة ، لا ینسجم معه .

فلو طالعتم جمیع کلمات المفسرین الذین أرادوا صرف مضمون الآیة إلى قضایا اُخرى ، لم یستطع أی منهم أن یُشیر إلى الأمر الذی تؤکّد علیه الآیة ، وهذا ما حدا بهم إلى أنّ یتوقفوا عن تفسیره .


1. یقول الفخر الرازی فی ذیل هذه الآیة ، قال أصحاب الآثار أنّه لما نزلت هذه الآیة على النبی (صلى الله علیه وآله) لم یعمر بعد نزولها إلاّ أحد وثمانین یوم ، أو اثنین وثمانین یوماً، التفسیر الکبیر ، ج 11، ص139 ; وجاء فی تفسیر المنار أیضاً وبعض الکتب الاُخرى أنّ سورة المائدة جمیعها نزلت فی حجة الوداع (تفسیر المنار ، ج6،ص 116) وبالطبع فقد نقل البعض بشأن عدد الأیّام أعلاه ، أقل من ذلک .

 

1 ـ معنى الولایة والمولى فی حدیث الغدیر مضمون روایات الغدیر :
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma