کیفیة دلالة الآیة على الخلافة :

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء التاسع)
شبهات واعتراضات:سبب النزول:

لقد استند فی الآیة المذکورة على مفهوم کلمة «الولی»، وذکر الإمام علی(علیه السلام)على أنّه ولی المسلمین، صحیح أنّ لکلمة الولی معانِیَ عدیدة کما أشرنا إلیها آنفاً، فتارة تعنی الناصر والصدیق ، واُخرى جاءت بمعنى المتصرّف والحاکم المشرف وکما یقول الراغب : إنّ أصلها بمعنى أن یحصل شیئان فصاعداً حصولاً لیس بینهما ما لیس منهما ثم یضیف : «الولایة» بکسر الواو بمعنى «النصرة» و«الولایة» بفتح الواو تعنی تولی الأمر (1).

أمّا القرینة الموجودة فی الآیة فهی تدلّ على أنّ «الولی» هنا تعنی المتولی والمشرف وصاحب الخیار لأنّها لو کانت تعنی الناصر والصدیق والمعین لشملت المؤمنین جمیع ، کما نقرأ فی الآیة : (وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعضُهُمْ أَوْلِیَاءُ بَعْض). (التوبة / 71)

بَیدَ أنّ الولایة فی آیة البحث اعتبرت منحصرة فی حالة خاصة بذلک المتصدق فی رکوعه، وکلمة «إنّما» التی تفید الحصر جاءت معها (تأملوا جیداً) .

إنّ هذا التعبیر یجعلنا نتیقن بأنّ «الولایة» فی الآیة الآنفة الذکر لا تعنی الصداقة والنصرة ( وکذا سائر المعانی المشابهة والقریبة لهذا المعنى)، وعلى هذا الأساس فلا مجال إلاّ أن تکون بمعنى المتولی وصاحب الأمر المشرف ، الذی توازی ولایته ولایة الله والنبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) .

والآیة التالیة : (وَمَنْ یَتَولَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ والَّذِینَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الغَالِبُونَ ) .

وحقیقة هذه الآیة أنّها تتمّة لمضمون الآیة المذکورة ، وتلاحظ فیها قرینة اُخرى على تفسیر الولایة بمعنى تولی الأمر والاشراف ، لأنّ التعبیر بـ «حزب الله» وانتصارهم على الأعداء یتعلق بإقامة حکومة إسلامیة لا على أساس الصداقة العادیة، وهذا یفید أنّ کلمة الولی فی الآیة تعنی المشرف والحاکم والماسک بزمام اُمور الإسلام والمسلمین، لانّ معنى «الحزب» هو ضربٌ من التنظیم والتضامن الاجتماعی من أجل تأمین اهداف مشترکة .


1. مفردات الراغب ، مادة (ولی) وذکر البعض 27 معنى للمولى (الغدیر ، ج1 ، ص362) إلاّ أنّ اصول معانیها ذانک المعنیان والبقیّة ترجع إلیهم .
شبهات واعتراضات:سبب النزول:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma