مفهوم الانتظار:

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء التاسع)
الانتظار یعنی الاستعداد التام:والآن تأمّلوا فی هذه الطائفة من الروایات بدقّة:

«الانتظار»: یُطلق عادةً على حالة من یشعر بعدم الارتیاح من الوضع الموجود ، ویسعى من أجل ایجاد وضع أفضل .

ومثله کمثل المریض الذی ینتظر تحسن حالته، أو الأب الذی یعیش حالة انتظار عودة ولده من السفر، أو مَن یشعر بعدم الارتیاح من مرض أو فراق الولد ویسعى من أجل وضع أفضل .

وکذا الحال بالنسبة للتاجر الذی یشعر بعدم الارتیاح من وضع السوق المضطرب ویعیش الانتظار کی تنتهی الأزمة الاقتصادیة، فانه یعیش کلا الحالتین «عدم الانسجام مع الوضع الموجود»، و«السعی من أجل وضع أفضل» .

وبناءً على ذلک فإنّ مسألة انتظار حکومة الحق والعدالة للامام «المهدی» وقیام المصلح العالمی مرکّبة فی الواقع من عنصرین، عنصر «النفی» وعنصر «الإثبات» . ویمثل عنصر النفی عدم الانسجام مع الوضع الموجود، ویمثل عنصر الإثبات السعی من أجل الحصول على الوضع الأفضل .

وإن حلّت هاتان الخصلتان بصورة متجذرة فی روح الإنسان فستکونان مصدراً لنوعین من الأعمال الواسعة الشاملة .

وهذان النوعان من الاعمال یتمثلان بترک أی نوع من أنواع التعاون والانسجام مع عوامل الظلم والفساد، وحتى النضال والاشتباک معها من جهة، وبناء الذات واعدادها والمحافظة علیها من الزلل، واکتساب الاستعدادات الجسمیة والروحیة والمادیة والمعنویة من أجل تبلور تلک الحکومة العالمیة والشعبیة الموحّدة من جهة اُخرى .

ولو تأملنا جیداً نرى أنّ کلاً منها یعدُ بنّاءً وعامل تحرّک ووعی ویقظة .

ومع أخذ المفهوم الأساس «للانتظار» بنظر الاعتبار یمکن أن نُدرک جیدا معنى الروایات المتعددة التی نقلناها آنفاً بشأن البشارة، ونتیجة عمل المنتظرین . والآن نفهم لماذا عُدَّ المنتظرون الحقیقیون أحیاناً کالذین مع المهدی (علیه السلام) فی فسطاطه، أو تحت لوائِهِ، أو کالضارب بسیفه فی سبیل الله، أو المتشحط بدمه، أو المستشهد ؟

ألیست هذه الحالات إشارة إلى المراحل المختلفة، ودرجات الجهاد فی سبیل الحق والعدالة، والتی تتناسب مع مقدار الاستعداد ودرجة انتظار الأفراد ؟

أَی، کما أنّ میزان تضحیة المجاهدین فی سبیل الله ودورهم متفاوت فیما بینهم ، فإنّ الانتظار وبناء الذات والاستعداد له درجات متفاوتة أیضاً، بحیث إنّ کلاً منها یتشابه مع ما یقابلها من حیث «المقدمات» و«النتیجة»، فکلاهما یمثلان الجهاد، وکلاهما یریدان الاستعداد وبناء الذات، فمن کان فی فسطاط قائد مثل تلک الحکومة أی فی مرکز القیادة العامة لحکومة عالمیة لا یسعه أن یکون فرداً غافلاً وغیر مبال، لأنَّ ذلک المکان لیس لکائن مَنْ کان، إنّه مکان أولئک الذین یلیقون حقاً بتلک المنزلة والأهمیّة .

وکذلک فإنّ الذی یحمل السلاح بیده ویقاتل بین یدی قائد هذه الثورة ضد المخالفین لحکومته، حکومة الصلح والسلام والعدالة، لابدّ وأن یمتلک استعداداً روحیاً وفکریاً وقتالیاً عالیاً.

ولغرض المزید من الاطلاع على الآثار الواقعیة لانتظار ظهور المهدی (علیه السلام) نرجو الالتفات إلى التوضیح التالی:

 

الانتظار یعنی الاستعداد التام:والآن تأمّلوا فی هذه الطائفة من الروایات بدقّة:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma