الولایة الخبریة والإنشائیة؟!

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء العاشر)
الحکومة والوکالة:حقیقة الحکومة الإسلامیة

یعتقد البعض أنّ العلماء الذین تحدثوا عن «ولایة الفقیه» لهم رأیان متفاوتان، فالبعض قال بولایة الفقیه بالمعنى «الخبری»، والبعض الآخر بالمفهوم «الإنشائی»، وهذان المفهومان یختلفان فی الماهیّة عن بعضهما.

فالأوّل یقول: إنّ الفقهاء العدول منصوبون من قبل الله تعالى للولایة.

ویقول الثانی: یجب على الناس انتخاب الفقیه الجامع للشرائط للولایة.

 

لکننا نعتقد أنّ هذا التقسیم لا أساس له أصلا، لأنّ الولایة کیفما تکون فهی إنشائیة، سواء أنشأها الله تعالى أو النبی(صلى الله علیه وآله) أو الأئمّة، کأن یقول الإمام(علیه السلام): «إنّى قَدْ جَعَلْتُهُ حَاکِمَاً»، أو أن ینتخبه الناس «على سبیل الفرض»، فینشئون له الولایة والحکومة.

فکلاهما إنشائی، والتفاوت یکمن فی أنّ إنشاء الحکومة یکون تارة من قبل الله تعالى واُخرى من قبل الناس، والتعبیر بـ «الإخباری» هنا یحکی عن عدم احاطة القائل بهذا القول، أو أنّه یدرک الفرق، إلاّ أنّه استعمل هذه العبارات من باب المسامحة.

والتعبیر الصحیح هو أنّ الولایة إنشائیة فی کل الأحوال، وهی من ضمن المناصب التی لا تتحقق بدون الإنشاء، والتفاوت هنا هو أنّ إنشاء هذا المنصب والموهبة قد یکون من قبل الله تعالى أو من قبل الناس، فالمدارس التوحیدیة تراه من قبل الله تعالى (وحتى لو کان من قبل الناس فلابدّ أن یکون بإذنه تعالى أیضاً)، وتتوهمه المدارس الإلحادیة بأنّه من قبل الناس.

وعلى هذا، فالخلاف لیس حول «الإخبار» و«الإنشاء»، بل حول الذی ینشیء ذلک، هل هو الله تعالى، أم الخلق؟ أو بعبارة اُخرى، هل أنّ أساس مشروعیة الحکومة الإسلامیة یکون بإذن الله تعالى وإجازته فی کل مراحل ومراتب الحکومة، أم بإذن الناس واجازتهم؟

لا شک أنّ الذی یوافق النظرة الإلهیّة هو الأول دون الثانی.

 

الحکومة والوکالة:حقیقة الحکومة الإسلامیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma