هیکلیة السلطة التنفیذیة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء العاشر)
النظام التنفیذی فی عالم الوجود:شروط القائمین على الحکومة فی الأحادیث الإسلامیة:

یتألف النظام التنفیذی عادةً من شبکة واسعة، یقف على رأسها رئیس الحکومة، ویلیه الوزراء فی المرتبة التالیة، ویأتی فی المرتبة الثالثة منهم المدیرون العامون والمحافظون، ورؤساء الاقسام والنواحی التابعة، وکل دولة سواء کانت کبیرة أم صغیرة، فإنّها بحاجة إلى هذه التقسیمات، سواء کانت بهذه المسمیات أو بغیرها.

والواقع أنّ هذه الشبکة الواسعة تمتلک فلسفة واضحة، تستمد قوتها من مسألة ضرورة تقسیم الأعمال.

وتمثل هذه المسألة فی عالم التشریع والانظمة البشریة، صورة واضحة عن ترکیبة النظام التکوینی، فعندما ننظر إلى بدن الإنسان من حیث تشکیلاته الداخلیة والخارجیة، نرى أنّ هذا «العالم الصغیر» الذی انطوى فیه «العالم الکبیر»، یمتلک نظاماً تنفیذیاً غایةً فی الانسجام، مع شبکة واسعة لتقسیم الأعمال.

وعندما یقرر العقل أداء عمل ما، ویصدر الأمر النهائی بذلک، یبدأ کل جزء من أجزاء جسم الإنسان بأداء نشاطه الخاص به، ویواصل تنفیذ ذلک العمل إلى مراحله النهائیة بانسجام کامل.

وکمثال بسیط على ذلک، عندما یشعر الإنسان بالخطر، کأن یُدرک بواسطة العین أو الاذن، وجود حیوان مفترس بالقرب منه (کأن یرى هیکله أو یسمع صوته)، ولا یملک سلاحاً یدافع به عن نفسه، وبالقرب منه ملجأ یمکن أن یلوذ به، فإن أمر الفرار نحو ذلک الملجأ سیصدر له من العقل، وسرعان ما تبدأ شبکات الاعصاب والعضلات بالعمل، وتزداد

ضربات القلب بشدّة عالیة لإیصال المزید من الدم إلى العضلات، وتزداد سرعة عمل الرئتین لتنقیة الدم وتصفیته، وایصال المزید من الاُوکسجین اللازم لحرکة العضلات، وتزول جمیع آثار التعب والکسل والنوم من الإنسان بشکل مؤقت، ویراقب أوضاعه وحرکاته بمنتهى الذکاء والیقظة، وبعبارة اُخرى، یطیر الکرى عن مقلتیه.

وینسى الإنسان فجأةً وبشکل لا إرادی جمیع الاُمور التی من الممکن أن تشغل فکره وتعیقه عن أداء هذا العمل من قبیل الجوع، والعطش، والألم!

ویستنفر الجسم جمیع طاقاته الکامنة فیه، ویصبح مستعداً لأداء أصعب الاعمال وأکثرها مشقة، ویبدی أحیاناً عشرة أضعاف ممّا یبدیه من الطاقة فی الحالات الاعتیادیة، وجمیع هذه الاُمور تتم بشکل تلقائی واتوماتیکی تماماً وبمستوى عال من الدقة والظرافة، بحیث أن مجرّد مطالعة هذا الموضوع لوحده یکفی للوقوف على علم الله تعالى وعجیب قدرته، والاطلاع على حقیقة التوحید.

وکلّ مجتمع بشری ینطبق علیه نفس الحکم الذی ینطبق على الجسم، ولهذا السبب لا بد من تقسیم الأعمال فیه بشکل دقیق، ومواصلة تأمین متطلباته الثقافیة، والاقتصادیة، والعسکریة، والمادیة والمعنویة، من خلال التخطیط الدقیق لذلک، وبالرغم من الاختلاف الموجود بین کل منها، فإنّ التناغم والتنسیق وإکمال کل منها للآخر یعدّ أمراً فی غایة الضرورة.

ولهذا السبب أیضاً فإنّ جمیع المجتمعات البشریة ـ سواء المتدینة أو البعیدة عن الدین، شرقیّها أو غربیّها، قدیمها أو جدیدها ـ رضخت لهذه القاعدة فی حیاتها الاجتماعیة، بالرغم من التفاوت الموجود فیما بینها فی کیفیة تقسیم الاعمال والمناصب والمسؤولیات، إذ إنّ البعض منها بدائی جدّاً فی ذلک والبعض الآخر تعمل بشکل دقیق للغایة.

 

النظام التنفیذی فی عالم الوجود:شروط القائمین على الحکومة فی الأحادیث الإسلامیة:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma