3. التزکیة والتهذیب «الإقتداء»

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
4. الثناء على جهاد الإمام(علیه السلام) وتعظیم الشعائر2. تعبئة المسلمین

تعدّ مجالس العزاء على الإمام الحسین(علیه السلام) مجالس التحول الروحی ومراکز تزکیة النفس وتهذیبها. فالناس یقتدون بالإمام الحسین(علیه السلام) ببکائهم على مظلومیته فی هذه المجالس، فهم یخلقون الأرضیة الخصبة لدیهم فی محاکاة سیرته العلمیة. والتأثیر الذی تخلفه هذه المجالس على درجة بحیث تُعتبر ثورة حقیقیة للعدید من الأفراد فی هذه المجالس فعزموا على ترک الذنوب والمعاصی، وربّما تنبه بعض الضالین إثر حضورهم تلک المجالس فعادوا إلى أنفسهم وساروا على الدرب. فهذه المجالس تعلم الإنسان درس العزة والکرامة والإیثار والتضحیة ودروس الأخلاق والورع والتقوى، بالتالی فهی مصنع الأبطال وعشاق الحق والعدالة.

أضف إلى ذلک کانت هذه المجالس طیلة التاریخ بمثابة مدارس تعرف الجماهیر بالمعارف والحقائق الدینیة والتاریخ والرجال والأحکام ومختلف الموضوعات، وأنجح مراکز التزکیة والتهذیب والتربیة. قال المؤرخ الألمانی «ماربین» بهذا الشأن:

«إنّ المسلمین لن یعیشوا الذلّة مادامت لدیهم هذه المجالس التی یتعلمون فیها دروس الشجاعة والتضحیة»(1).

وفتح الأئمّة الأطهار(علیهم السلام) لهذا الباب وحثهم فی الواقع على الإنفتاح على التربیة والتعلیم فی هذه الجامعة الحسینیة. والحماس لدى قوات التعبئة فی جبهات القتال فی الحرب المفروضة وسنوات الدفاع المقدس، ولاسیما عشیة العملیات وانتظارهم بفارغ الصبر والتضحیة والفوز بالشهادة دلیل دامغ على عمق تأثیر المجالس الحسینیة. وعلیه فلا نرانا مبالغین لو أسمینا هذه المجالس بمجالس التأسی والإقتداء.

قال المرحوم الفیض الکاشانی(رحمه الله) فی کتابه «الحجة البیضاء» فی توضیحه لحدیث النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله): «عِندَ ذِکْرِ الصالِحینِ تَنزِلُ الرَحمةُ».

 

«إنّ ذکر الصالحین وسجایاهم الأخلاقیة تجعل الآخرین یتأسون بهم فیستحقون نزول رحمة الله»(2).

وروى ثقة الإسلام الکلینی وشیخ الطائفة الطوسی(رحمهما الله) أنّ الإمام الصادق(علیه السلام)قال:

«قالَ لِی أبی: یا جَعْفَرُ أَوْقِفْ مِنْ مالی کَذا وَکَذا للنَّوادِبَ تَنْدُبنَنِی عَشْرَ سِنِینَ بِمِنى أَیّامَ مِنى»(3).

ولصاحب الجواهر فی کتاب الطهارة کلام فی بیان حکمة وفلسفة هذه الوصیة حیث قال: «وَقَدْ یُسْتَفادُ مِنْهُ اسْتِحْبابُ ذلِکَ اِذا کانَ الْمَنْدُوبُ ذا صِفات تَسْتَحِقُّ النَّشْرَ لِیُقْتَدى بِها»(4).

وعلیه فتخلید وتجلیل ذکراهم فعل حسن وعمل مطلوب.


1 . فلسفة الشهادة والعزاء، ص 109.
2 . المحجة البیضاء، ج4، ص 17.
3 . الکافی، ج 5، ص 117; تهذیب الأحکام، ج 6، ص 358.
7 . جواهر الکلام، ج4، ص 366.

 

4. الثناء على جهاد الإمام(علیه السلام) وتعظیم الشعائر2. تعبئة المسلمین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma