1. التخلی عن عثمان

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
2. معرکة الجمل أو المواجهة غیر المباشرة من قبل معاویة للإمام(علیه السلام)الفصل الخامس

إنّ استعمال العناصر الأصلیة لبنی أمیة فی عصر عثمان فی المناصب الحساسة کافّة فی المناطق والولایات وزجّهم فی المواقع الحکومیة الأخرى فی معظم مناطق البلاد الإسلامیة آنذاک، وتفسیر الخلیفة لبیت المال على أنّه ملک شخصی له أن یصرفه کما یشاء ویهبه لقرابته وبطانته، کان أرضیة خصبة لتبلور حکومة معاویة الاستبدادیة والملوکیة الوراثیة.

فقد ردّ عثمان على من أنکر علیه البذل والعطاء من بیت المال قائلا:

«فإنّ الأمَر إلیَّ أَحْکمُ فی هَذا المالِ بِما أراهُ صَلاحاً للأُمّة، فَلِماذا کُنتُ خَلِیفةً؟»(1).

فمن الواضح أنّ صلاح الأمّة بعقیدته عبارة عن:

منح فدک لمروان، إعادة الحکم بن أبی العاص ومروان ـ طرید رسول الله(صلى الله علیه وآله)إلى المدینة وتولّیه المناصب الحکومیة، بذل مائتی ألف درهم لأبی سفیان، بذل مائة ألف درهم لمروان، توزیع خراج بنی أمیة والبذل دون حساب لسائر بطانته(2). (مرّ شرح ذلک فی الفصل السابق).

کان من البدیهی أن لا یکتب الدوام لاستمرار هذه الأوضاع. فکنز الثروات وجنایات رهط عثمان أثارت غضب المسلمین لتعم الثورة مختلف مناطق البلاد الإسلامیة، خاصة المدینة ـ مرکز الخلافة الإسلامیة ـ التی کانت تعیش غلیان هذه الثورة. وعثمان الذی کان یتصور فی تلک الظروف المتأزمة أنّ معاویة سوف لن یتردد قید أنملة فی مؤازرته ولن یأل جهداً فی الوقوف إلى جانبه، فقد بعث کتاباً طلب فیه نصرته، وناشده التعجیل فی توجیه جیش الشام بکل وسیلة ممکنة إلى المدینة.

لکن معاویة الذی کان یدرک حقیقة الأوضاع ومدى استیاء المسلمین من الخلیفة، کان یفکر فی زوال الخلیفة، فسیقترب خطوة من عرش السلطة. ومن هنا تعلّل لأیّام وأسابیع فی توجیه الجیش إلى المدینة ویبرر فعله هذا بأنّ الصحابة هم الناقمون على عثمان وأنّه یتجنب صحابة النبی(صلى الله علیه وآله)!

وقد ذکر ابن أبی الحدید نقلاً عن البلاذری ـ مؤرخ القرن الثالث المعروف ـ قال: «لما أرسل عثمان إلى معاویة یستمده بعث یزید بن أسد القسری جد خالد بن عبد بن یزید أمیر العراق وقال له إذا أتیت ذا خشب فأقم بها ولا تتجاوزها ولا تقل  الشاهد یرى ما لا یرى الغائب فإننی أنا الشاهد وأنت الغائب. قال فأقام بذی خشب حتى قتل عثمان فاستقدمه حینئذ معاویة فعاد إلى الشام بالجیش الذی کان أرسل معه وإنّما صنع ذلک معاویة لیقتل عثمان فیدعو إلى نفسه»(3).

ویرى البلاذری أنّ معاویة أراد فی الواقع قتل عثمان فی تلک الأحداث حتى یتمکن من خلال المطالبة بدمه من الاستیلاء على الخلافة(4).

وکتب الأستاذ الشهید مرتضى المطهری بهذا الخصوص: «حین شخّص معاویة آنذاک أنّه سیستفید أکثر من قتل عثمان وأنّ إراقة دمه ستمنحه قوّة أعظم فمهد السبیل لقتله، فتخلى عنه فی تلک اللحظة التی کان یسعى فیها إلى بذل النصرة له ومنع قتله»(5).

وقد صرح علی(علیه السلام) بهذا الشأن فی موضعین من نهج البلاغة; أحدهما فی الرسالة 28 من نهج البلاغة التی کتب فیها لمعاویة:

«فأَیُّنا کَانَ أَعدى له ـ عثمان ـ وَأهدَى إِلى مَقاتِلِهِ! أَمَنْ بَذَلَ لَهُ نُصرَتَهُ فَاستَقْعَدَهُ واسْتَکْفَّهُ، أَمْ مَنِ اسْتَنْصَرَهُ فَتَراخَى عَنْهُ وَبَثَّ المَنُونَ إِلَیهِ؟».

والآخر فی الرسالة 37 حین خاطب معاویة فقال:

«فَإنِکَ إنَما نَصَرْتَ عُثمانَ حَیثُ کَانَ النَصُر لَکَ وَخَذَلتَهُ حَیثُ کانَ النَصْرُ لَهُ».

ودراسة الشواهد والقرائن التاریخیة لذلک العصر تشیر إلى أنّ معاویة کان یتطلع إلى حادثة المدینة وقتل عثمان من أجل الخلافة لیزیح منافساً قویاً کعثمان ویمهد السبیل لزعامته. ولکن لم یحدث ما کان یحلم به بعد قتل عثمان، بل أقبلت الأمّة برمتها على بیعه أمیرالمؤمنین(علیه السلام)، وهذا ما جعله یفکر فی خطط شیطانیة أخرى.


1 . شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید، ج 5، ص 130 وج1 ص 339، ذیل الخطبة 25.
2 . المصدر السابق، ج 5، ص 198; وراجع نفحات الولایة، ج 1، ذیل الخطبة 15.
3 . شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید، ج 16، ص 154. راجع دور عائشة فی التاریخ الإسلامی أحادیث أُم المؤمنین عائشة للسید مرتضى العسکری، ج 1، ص 322; وروى السیوطی فی تاریخه «تاریخ الخلفاء» أنّ صحابیاً دخل على معاویة، فسأله معاویة، ألست من قتلة عثمان؟ قال، لا، لکنّی کنت فی المدینة ولم أنصره. فقال معاویة، لماذا لم تنصره؟ قال، لم ینصره المهاجرون والأنصار. قال معاویة، لکن کان یجب نصره. فقال الصحابی، «فلم لم تنصره وعندک جیش الشام؟». (تاریخ الخلفاء، ص 223).
4 . شرح نهج البلاغة، ج 16، ص 154 وراجع أحادیث أُم المؤمنین عائشة للسید مرتضى العسکری، ج 1، ص322.
5 . سیرى در نهج البلاغه، ص 168 (بالفارسیة).

 

2. معرکة الجمل أو المواجهة غیر المباشرة من قبل معاویة للإمام(علیه السلام)الفصل الخامس
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma