کان معاویة یدرک صعوبة تحقیقه لأهدافه البعیدة المدى وتثبیت الخلافة فی بنی أمیة مع وجود الإمام الحسن(علیه السلام); سیما أنّه ورد فی معاهدة الصلح عدم استخلاف معاویة لأحد بعده وتفویض الأمر للمسلمین(1).
ومن هنا عمد معاویة إلى جریمة أخرى بغیة إزالة العراقیل عن طریقه والتمهید لخلافة یزید الفاسق فقتل الإمام الحسن(علیه السلام). لکنّه دس السم خفیة للإمام(علیه السلام) حذراً من إثارة تلک الجریمة. وحسب نقل مؤرخی الفریقین فإنّ معاویة أمر زوجة الإمام الحسن(علیه السلام) بنت الأشعث بن قیس(2)، بسّمِّه، فإن فعلت زوَّجها من یزید. وبعث لها معاویة بمائة ألف درهم. فوافقت جعده بنت الأشعث على ذلک (رغم أنّ معاویة لم یزوِّجها من یزید)(3).
وذکر المؤرخ المعروف أبو الفرج الأصفهانی أنّ معاویة أراد البیعة لیزید وشق علیه ذلک الإمام الحسن(علیه السلام)وسعد بن أبی وقاص فسَمَّهما(4). والأدهى من ذلک أنّ معاویة وزبانیته فرحوا وسجدوا لما بلغهم خبر قتل الإمام الحسن(علیه السلام)(5).
على کل حال فلا فی شک أنّ معاویة کان یسعى للقضاء على الموانع کافّة لتحقیق أهدافه وتمهید السبیل لخلافة بنی أمیة الوراثیة، وأحد أهم تلک الموانع وجود الإمام الحسن(علیه السلام)وماله من صفات وفضائل معروفة. ومن هنا عمد إلى تلک الجنایة فنال ـ حسب ظنّه الساذج ـ هدفه بواسطة تلک المرأة اللعینة.