لما فرغ مسلم من قتال أهل المدینة ونهبها شخص نحو مکة لقتال عبدالله بن الزبیر، فلمّا انتهى إلى المشلل نزل به الموت(1). فلما حضره الموت استخلف على الجیش الحصین بن نمیر بأمر من یزید. فسار الحصین فقدم مکة ورمى البیت بالمنجنیق وأحرقه بالنار. وذکر المؤرخون أنّ ذلک کان لثلاثة أیّام مضت من شهر ربیع الأول سنة أربع وستین هجریة وأقام أهل الشام یحاصرون الزبیر حتى وصلهم نعی یزید بن معاویة فعادوا إلى الشام(2).
نعم کان یزید یرتکب کل سنة جنایة أعظم من سابقتها خلال تلک المدّة القصیرة ویتطاول على أموال المسلمین وینتهک أعراضهم، وکانت حادثة عاشوراء أکبر تلک الجنایات. ونختم هذا البحث بما قاله الذهبی ـ أحد علماء أهل السنّة ـ فی یزید إذ قال: «کَانَ نَاصِبِیّاً فَظّاً، غَلِیظاً، جِلْفاً، یَتَنَاوَلُ الْمُسْکِرَ، وَیَفْعَلُ الْمُنْکَرَ، إِفْتَتَحَ دَوْلَتَهُ بِمَقْتَلِ الشَّهِیدِ الْحُسَیْنِ، وَاخْتَتَمَهَا بِواقِعَةِ الْحَرَّةِ»(3).