8 . الرسالة المذکورة فی روایة أخرى

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
9 . حکومة معاویة أعظم فتنة!7 . رسالة الإمام(علیه السلام) الشدیدة اللهجة لمعاویة

طبق روایة أخرى کتب سید الشهداء الإمام الحسین(علیه السلام) فی ردّه على رسالة معاویة:

«أَمّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنی کِتابُکَ، تَذْکُرُ أَنَّهُ قَدْ بَلَغَکَ عَنّی أُمُورٌ أَنْتَ لِی عَنْها راغِبٌ، وَأَنَا بِغَیْرِها عِنْدَک جَدِیرٌ، فَإِنَّ الحَسنـاتِ لا یَهْدی لَها وَلا یُسَدِّدُ إِلَیْها إِلاَّ اللهُ.

وَأَمّا ما ذَکَرْتَ أَنَّهُ انْتَهى إِلَیْکَ عَنَّی، فَإِنَّما رَقّاهُ الْمُلاقُّونَ الْمَشّاءُونَ بِالَّنمِیمةِ، وَمـا أَرَدْتُ حَرْباً وَلا خِلافاً، وَأَیْمُ اللهِ إِنّی لَخائِفٌ للهِ فِی تَرْکِ ذلِکَ ...

أَلَسْتَ الْقاتِلَ حُجْراً أَخا کِنْدَة وَالْمُصَلِّینَ الْعابِدینَ الَّذینَ کانُوا یُنْکِرُونَ الظُّلْمَ وَیَسْتَعْظِمُونَ الْبِدَعَ، وَلا یَخافُونَ فِی اللهِ لَوْمَةَ لائِم، ثُمَّ قَتَلْتَهُمْ ظُلْماً وَعُدْواناً مِنْ بَعْدِ ما کُنْتَ أَعْطَیْتَهُمُ الاَْیْمانَ الْمُغَلَّظَةَ، وَالْمَواثیقَ الْمُؤَکَّدَةَ، وَلا تَأْخُذَهُمْ بِحَدَث کانَ بَیْنَکَ وَبَیْنَهُمْ، وَلا بِأَحِنَّة تَجِدُها فِی نَفْسِکَ.

أَوَ لَسْتَ بِقاتِلِ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ صاحِبِ رَسُولِ اللهِ(صلى الله علیه وآله) الْعَبْدِ الصّالِحِ الَّذی أَبْلَتْهُ الْعِبادَةُ، فَنَحَلَ جِسْمُهُ، وَصَفَرَ لَوْنُهُ، بَعْدَ ما أَمَّنْتَهُ وَأَعْطَیْتَهُ مِنْ عُهُودِ اللهِ وَمَواثیقِهِ ما  لَوْ أَعْطَیْتَهُ طائِراً لَنَزَلَ إِلَیْکَ مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ ثُمَّ قَتَلْتَهُ جُرْأَةً عَلى رَبِّکَ وَاسْتِخْفافاً بِذلِکَ الْعَهْدِ.

أَوَ لَسْتَ الْمُدَّعِی زِیادَ بْنَ سُمَیَّةَ الْمُولُودِ عَلى فِراشِ عُبَیْدِ ثَقیف، فَزَعَمْتَ أَنَّهُ ابْنُ أَبیکَ وَقَدْ قالَ رَسُولُ اللهِ(صلى الله علیه وآله) «الْوَلَدُ لِلْفِراشِ وَلِلْعاهِرِ الْحَجَرُ»، فَتَرَکْتَ سُنَّةَ رَسُولِ اللهِ تَعَمُّداً وَتَبَعْتَ هَواک بِغَیْرِ هُدىً مِنَ اللهِ، ثُمَّ سَلَّطْتَهُ عَلَى الْعِراقَیْنِ، یَقْطَعُ أَیْدِی الْمُسْلِمِینَ وَأَرْجُلَهُمْ ،وَیَسْمَلُ أعْیُنَهُمْ وَیُصَلِّبُهُمْ عَلى جُذوُعِ النَّخْلِ، کَأَنَّکَ لَسْتَ مِنْ هذِهِ الاُْمَّةِ، وَلَیْسُوا مِنْکَ.

أَوَ لَسْتَ صاحِبَ الْحَضْرَمِیِّینَ الَّذینَ کَتَبَ فیهمُ ابْنُ سُمّیَّةَ أَنَّهُمْ کانُوا عَلى دِینِ عَلیّ صَلَواتُ اللهِ عَلَیْهِ فَکَتْبَ إِلَیْهِ أَنِ اقْتُلْ کُلَّ مَنْ کانَ عَلى دینِ عَلیّ، فَقَتَلَهُمْ وَمَثَّلَ بِهِمْ بِأَمْرِک، وَدینُ عَلِیّ(علیه السلام) الَّذی کانَ یَضْرِبُ عَلَیْهِ أَباک وَیَضْرِبُکَ، وَبِهِ جَلَسْتَ مَجْلِسَکَ الَّذِی جَلَسْتَ، وَلَوْلا ذلِکَ لَکانَ شَرَفُکَ وَشَرَفُ أَبیکَ الرِّحْلَتَیْنِ.

وَقُلْتَ فیما قُلْتَ: «أُنْظُرْ لِنَفْسِکَ وَلِدِیِنکَ وَلاُِمَّةِ مُحَمّد، وَاتَّقِ شَقَّ عَصا هذِهِ الاُْمَّةِ وَأَنْ تَرِدَهُمْ إِلَى فِتْنَة». وَإِنّی لا أَعْلَمُ فِتْنَةً أَعْظَمَ عَلى هذِهِ الاُْمَّةِ مِنْ وِلایَتِکَ عَلَیْها، وَلا أَعْلَمُ نَظَراً لِنَفْسی وَلِدِینی وَلاُِمَّةِ مُحَمَّد(صلى الله علیه وآله) عَلَیْنا أَفْضَلَ مِنْ أَنْ أُجاهِدَک فَإِنْ فَعَلْتُ فَإِنَّهُ قُرْبَةٌ إِلَى اللهِ، وَإِنْ تَرَکْتُهُ فَإِنّی أَسْتَغْفِرُ اللهَ لِذَنْبی، وَأَسْأَلُهُ تَوْفیقَهُ لاِِرْشادِ أَمْرِی.

وَقُلْتَ فیما قُلْتَ: «إِنّی أنْکَرْتُکَ تُنْکِرْنِی، وَإِنْ أکِدْک تَکِدْنی». فَکِدْنی ما بَدالَکَ، فَإِنِّی أَرْجُو أَنْ لا یَضُرَّنِی کَیْدُک فیَّ، وَأَنْ لا یَکُونَ عَلى أَحَد أَضَرَّ مِنْهُ عَلى نَفْسِکَ،لاَِنَّکَ قَدْ رَکِبْتَ جَهْلَکَ، وَتَحَرَّصْتَ عَلى نَقْضِ عَهْدِک، وَلَعَمْری ما وَفَیْتَ بِشَرْط، وَلَقَدْ نَقَضْتَ عَهْدَک بِقَتْلِکَ هؤُلاءِ النَّفّرِ الَّذینَ قَتَلْتَهُمْ بَعْدَ الصُّلْحِ وَالاَْیمانِ وَالْعُهُودِ وَالْمَواثیقِ، فَقَتَلْتَهُمْ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَکُونُوا قاتَلُوا وَقَتَلُوا وَلَمْ تَفْعَلْ ذلِکَ بِهِمْ إِلاّ لِذِکْرِهِمْ فَضْلَنا، وَتَعْظیمِهِمْ حَقَّنا، فَقَتَلْتَهُمْ مَخافَةَ أَمْر. لَعَلَّکَ لَوْ لَمْ تَقْتُلْهُمْ مِتَّ قَبْلَ أَنْ یَفْعَلُوا أَوْ ماتُوا قَبْلَ أَنْ یُدْرِکُوا.

فَأَبْشِرْ یا مُعاوِیَةُ بِالْقِصاصِ، وَاسْتَیْقِنْ بِالْحِسابِ، وَاعْلَمْ أَنَّ للهِ تَعالى کِتاباً (لا یُغَادِرُ صَغِیرَةً وَلا کَبِیرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا)(1)، وَلَیْسَ اللهُ بِناس لاَِخْذِک بِالظَّنَّةِ، وَقَتْلِکَ أَوْلِیاءَهُ عَلَى التُّهَمِ، وَنَفْیِکَ أَوْلِیاءَهُ مِنْ دُورِهِمْ إِلى دارِ الْغُرْبَةِ، وَأَخْذِکَ النّاسَ بِبَیْعَةِ ابْنِکَ غُلام حَدَث، یَشْرَبُ الْخَمْرَ، وَیَلْعَبُ بِالْکِلابِ، لا أَعْلَمُکَ إِلاّ وَقَدْ خَسِرْتَ نَفْسَکَ، وَبَتَرْتَ دینَکَ، وَغَشَشْتَ رَعِیَّتَکَ، وَأَخْزَیْتَ أَمانَتَکَ، وَسَمِعْتَ مَقالَةَ السَّفیهِ الْجاهِلِ، وَأَخَفْتَ الْوَرِعَ التَّقیَّ لاَِجْلِهِمْ وَالسَّلامُ»(2).

فلما قرأ معاویة الکتاب قال: لقد کان فی نفسه ضب ما أشعر به. فقال یزید: یا أمیر المؤمنین أجبه جواباً یصغر إلیه نفسه وتذکر فیه أباه بشر فعله، قال ودخل عبدالله بن عمرو بن العاص فقال له معاویة: أمّا رأیت ما کتب به الحسین. قال: وما هو؟ قال: فأقرئه الکتاب فقال: وما یمنعک أن تجیبه بما یصغر إلیه نفسه وإنّما قال ذلک فی هوى معاویة. فقال یزید: کیف رأیت یا أمیر المؤمنین رأیی فضحک معاویة. فقال: أمّا یزید فقد أشار علی بمثل رأیک قال: عبد الله فقد أصاب یزید.

فقال معاویة: أخطأتما أرأیتما لو إنّی ذهبت لعیب علی محقّاً ما عسیت أن أقول فیه ومثلی لا یحسن أن یعیب بالباطل وما لا یعرف ومتى ما عبت رجلاً بما لا یعرفه الناس لم یحفل بصاحبه ولا یراه الناس شیئاً وکذبوه وما عسیت أن أعیب حسیناً والله ما أرى للعیب فیه موضعاً وقد رأیت أن أکتب إلیه أتوعده وأتهدده ثم رأیت أن لا أفعل ولا أمحکه.

کما أسلفنا فإنّ الإمام(علیه السلام) وجه لمعاویة فی هذه الرسالة أصابع الإتهام لیصدر أحکامه علیه ویدینه، وصرّح بذمه وتقریعه ولم یبق له من باقیة. أضف إلى ذلک أعلن الحرب عملیاً لیراه مستحقاً لکل عقاب وإنتهاک. ویدل هذا على أن مواجهة بنی أمیة لم تشرع منذ عهد یزید بل منذ عهد أبیه معاویة.


1 . سورة الکهف، الآیة 49.
2 . رجال الکشی، ص 49-51; الإحتجاج، ج 2، ص89-93 (مع اختلاف یسیر) وبحار الأنوار، ج44، ص 212-214.

 

9 . حکومة معاویة أعظم فتنة!7 . رسالة الإمام(علیه السلام) الشدیدة اللهجة لمعاویة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma