38 . إحترام الحرم الإلهی

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
39 . الإمام(علیه السلام) یخبر عن شهادته37 . لیرافقنا المضحون فقط

قال السید ابن طاووس بسنده عن الامام الصادق(علیه السلام): جاء محمد بن الحنفیة إلى الحسین(علیه السلام) فی اللیلة التی أراد الحسین الخروج فی صبیحتها من مکة فقال له: یا أخی إنّ أهل الکوفة قد عرفت غدرهم بأبیک وأخیک وقد خفت أن یکون حالک کحال من مضى فإن رأیت أن تقیم فإنّک أعزّ من بالحرم وأمنعه. فقال:

«یا أَخِی قَدْ خِفْتُ أَنْ یَغْتالَنی یَزیدُ بْنُ مُعاوِیَةَ فِی الْحَرَمِ، فَأَکُونَ الَّذی تُسْتَباحُ بِهِ حُرْمَةُ هذَا الْبَیْتِ».

 

فقال له ابن الحنفیة: فإن خفت ذلک فصر إلى الیمن أو بعض نواحی البر فإنّک أمنع الناس به ولا یقدر علیک أحد.

فقال(علیه السلام): أنظر فیما قلت.

فلما کان السحر ارتحل الحسین(علیه السلام) فبلغ ذلک ابن الحنفیة فأتاه فأخذ بزمام ناقته وقد رکبها. فقال: یا أخی ألم تعدنی النظر فیما سألتک. قال: بلى. قال: فما حداک على الخروج عاجلاً قال(علیه السلام):

«أَتانی رَسُولُ اللهِ(صلى الله علیه وآله) بَعْدَ ما فارَقْتُکَ، فَقالَ: یا حُسَیْنُ(علیه السلام) اُخْرُجْ فَإِنَّ اللهَ، قَدْ شاءَ أَنْ یَراک قَتیلا».

فقال محمد بن الحنفیة: (إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ); فما معنى حملک هؤلاء النساء معک وأنت تخرج على مثل هذا الحال قال:

«قَدْ قالَ لِی: إِنَّ اللهَ قَدْ شاءَ أَنْ یَریهُنَّ سَبایا».

فسلّم علیه ومضى(1).

ما أمر به النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) ولده الإمام الحسین(علیه السلام) فی المنام یمیط اللثام عن حقیقة مهمّة وهی أنّ القضاء على العدو یکون سبب النصر وتحقیق الأهداف المقدّسة أحیاناً، وأحیاناً أخرى القتل والأسر، والوارد هنا القتل والأسر!

لا شک فی أنّ إرادة الله لیست معزولة عن الحکمة، وقد اقتضت حکمة الله البالغة أن تتکشف الصورة الحقیقیة المخزیة لحکام بنی أمیة الظلمة والملاحدة وتعبئة العالم الإسلامی ضدهم من خلال شهادة الإمام(علیه السلام)وأصحابه وسبی نسائه من جانب، ومن جانب آخر یحظى الإمام الحسین(علیه السلام) وأصحابه بموقع فی تاریخ العالم لیصبحوا أسوة للشعوب المظلومة فیتعلمون من مدرستهم درس التحرر.

وأخیراً بلوغ الإمام(علیه السلام)مقاماً جعله أعظم شفیع یوم الجزاء.


1 . اللهوف (الملهوف)، ص 127-128; بحار الأنوار، ج44، ص 364.

 

 

39 . الإمام(علیه السلام) یخبر عن شهادته37 . لیرافقنا المضحون فقط
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma