51 . ردّ الحسین على الحر

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
52 . تعبیر آخر للإمام(علیه السلام) برفض الذل50 . خطبة الإمام(علیه السلام) إزاء جیش الحر

ثم قال لأصحابه فقوموا فارکبوا فرکبوا وانتظر حتى رکبت نساؤه فقال لأصحابه انصرفوا فلما ذهبوا لینصرفوا حال القوم بینهم وبین الانصراف. فقال الحسین(علیه السلام)للحر:

«ثَکَلَتْکَ أُمُّکَ! مَا الَّذی تُرِیدُ أَنْ تَصْنَعَ؟».

فقال له الحر: أمّا لو غیرک من العرب یقولها لی وهو على مثل الحال التی أنت علیها ما ترکت ذکر أُمّه بالثکل کائناً من کان، ولکن والله ما لی من ذکر أمّک من سبیل إلاّ بأحسن ما نقدر علیه.

فقال له الحسین(علیه السلام): فما ترید؟ قال: أرید أن انطلق بک إلى الأمیر عبید الله بن زیاد فقال:

«إِذاً وَاللهِ لا أَتْبَعُکَ أَوْ تَذْهَبَ نَفْسی».

فقال له الحر: إذن والله لا اُفارقک وتذهب نفسی وأنفس أصحابی.

فقال الحسین(علیه السلام):

«قَد أذن أَصْحابی وَأَصْحابُکَ وَابْرِزْ إِلَیَّ، فَإِنْ قَتَلْتَنِی خُذْ بِرَأْسِی إِلَى ابْنِ زِیاد وَإِنْ قَتَلْتُکَ أَرَحْتُ الْخَلْقَ مِنْکَ».

فقال الحر: إنّی لم أومر بقتالک وإنّما اُمرت أن لا اُفارقک أو قدم بک على الأمیر، وأنا والله کاره أن یبتلینی الله بشیء من أمرک غیر إنّی أخذت بیعة القوم وخرجت إلیک وأنا أعمل أنّه ما یوافی القیامة أحد من هذه الاُمة إلاّ وهو یرجو شفاعة جدّک، وأنی والله لخائف إن أنا قاتلتک أن أخسر الدنیا والآخرة، ولکن أنا یا أباعبدالله فلست أقدر على الرجوع إلى الکوفة فی وقتی هذا، ولکن خذ نیر الطریق وامض حیث شئت حتى أکتب إلى الأمیر أن الحسین خالفنی الطریق فلم أقدر علیه، وأنا أنشدک الله فی نفسک.

فقال له الحسین(علیه السلام): کأنّک تخبرنی بأنی مقتول.

فقال الحر: نعم یا أباعبدالله لا أشک فی ذلک إلاّ أن ترجع من حیث جئت.

فقال الحسین(علیه السلام): لا أدری ما أقول لک ولکنی سأقول کما قال أخو الأوس لابن عمه وهو یرید نصرة رسول الله(صلى الله علیه وآله)فخوفه ابن عمه حین لقیه وقال أین تذهب فإنّک مقتول فقال له.

سَأَمْضی وَما بِالْمَوْتِ عارٌ عَلَى الْفَتى *** إِذا ما نَوى خَیْراً وَجاهَدَ مُسْلِماً

وَوَاسَى الرِّجالَ الصّالِحینَ بِنَفْسِهِ *** وَفارَقَ مَذْمُوماً وَخالَفَ مُجْرِماً

أَُقَدِّمُ نَفْسی لا أُریدُ بَقاءَها *** لِتَلْقى خَمیساً فِی الْوِغاءِ عَرْمَرْماً

فَإِنْ عِشْتُ لَمْ أُلَمْ وَإِنْ مُتُّ لَمْ أُذَمْ *** کَفى بِکَ ذُلا أَنْ تَعیشَ مُرَغَّماً(1).

العبارات والأشعار التی وردت فی کلمات الإمام(علیه السلام) تشیر إلى وراثته التامة لشجاعة أبیه علی(علیه السلام). فکما قال أبوه(علیه السلام): «والله لابن أبی طالب آنس بالموت من الطفل بثدی أُمّه»(2).

قال الحسین(علیه السلام): «سأمضی وما بالموت عار على الفتى» الشجاعة التی جعلته یبتسم للموت ولا یخشى أی تهدید ویسعى لتحقیق هدفه المقدس مهما بلغ الأمر. ولو تأملنا الأشعار المذکورة ثانیة التی تمثل لسان حال الإمام(علیه السلام) وتمعنا فی مضمونها لرأینا کیف تتحدث عن الموت کمصدر للحیاة والعزة والکرامة، والحیاة کأساس للذل والعار والبؤس والشقاء.


1 . فتوح ابن الأعثم، ج 5، ص 138-140; مقتل الحسین للخوارزمی، ج1، ص233 (مع اختلاف یسیر); بحارالأنوار، ج 44، ص 377-378 (مع اختلاف یسیر).
2 . نهج البلاغة، الخطبة 5.

 

 

52 . تعبیر آخر للإمام(علیه السلام) برفض الذل50 . خطبة الإمام(علیه السلام) إزاء جیش الحر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma