ینقل البلاذری وابن الأثیر أنّه لما طلع الصبح من یوم عاشوراء اقترب جیش عمر بن سعد من خیام أبی عبدالله الحسین(علیه السلام). وبرز منهم عبدالله بن حوزة التمیمی ونادى بصوت عال مخاطباً أصحاب الحسین(علیه السلام): «هل الحسین بینکم؟» فلم یسمع جواباً، وعندما کرر نداءه، قام أحد أصحاب الإمام الحسین(علیه السلام)وأجابه مشیراً إلى الحسین: هذا هو الحسین فماذا ترید؟
فقال عبدالله بن حوزة موجهاً کلامه للإمام الحسین(علیه السلام) وقال: أبشر یا حسین بالنار.
فأجابه الإمام الحسین(علیه السلام): «کَذَبْتَ بَلْ أَقْدِمُ عَلى رَبٍّ غَفُور کَریم مُطاع شَفیع، فَمَنْ أَنْتَ؟».
فقال عبدالله: أنا ابن حوزة.
فرفع الإمام(علیه السلام) یدیه إلى السماء وقال: «اللّهُمَّ حُزْهُ إلَى النّارِ».
فاضطرب الرجل وضرب جواده بالسوط یرید الهجوم على الحسین(علیه السلام) وأصحاب، وفجأة تعثر الجواد وسقط عبدالله على الأرض وأسرع الجواد فی مسیره وبقیت رجل عبدالله معلّقة فی الرکاب وجسده ملقىً على الأرض وأخذ الجواد یجره بسرعة نحو خندق النار حتى ألقاه(1).