کان «سعد بن الحارث» و«أبو الحتوف بن الحارث» کلیهما من الخوارج وقد خرجا مع عمر بن سعد إلى کربلاء لحرب الحسین، فلمّا کان الیوم العاشر وقتل أصحاب الحسین(علیه السلام)، جعل الحسین(علیه السلام) ینادی: «ألا ناصرٌ فَیَنصُرنا» فسمعته النساء والأطفال فتصارخن وسمع سعد وأخوه أبو الحتوف النداء من الحسین(علیه السلام)والصراخ من عیاله قالا: «لا حُکْمَ إلاّ لِلّهِ وَلا طاعَةَ لِمَنْ عَصاهُ وَهذا الحُسینُ بن بنتِ نَبِیّنا مُحمّد نَرجو شَفاعَةَ جَدِّهِ یَومَ القِیامَة فَکیفَ نُقاتِلُهُ وَهو بَهذا الحال لا ناصِرَ لَهُ وَلا مُعین». فما لابسیفهما مع الحسین(علیه السلام) على أعدائه وجعلا یقاتلان قریباً منه حتى قتلا وجرحا آخر ثم قتلا معاً فی مکان واحد وختم لهما بالسعادة الأبدیة بعدما کانا فی المحکمة وإنّما الأمور بخواتیمها(1).