8 . الشهادة، افتخارنا

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
9 . الشفاه التی کان رسول الله(صلى الله علیه وآله) یقبلها!7 . ما رأیت إلاّ جمیلاً!

ثمّ إنَّ عبیدالله بن زیاد التفت إلى علیّ بن الحسین(علیه السلام) وقال: «مَن أنت؟».

قال الإمام زین العابدین(علیه السلام): «أنا علیّ بن الحسین».

قال ابن زیاد: ألیس قتل الله علیّ بن الحسین؟ (فی کربلاء).

فقال الإمام(علیه السلام): کان لی أخٌ یُسمّى علیّاً قتله الناس. (الظالمین).

 

قال ابن زیاد: بل الله قتله!

فقرأ الإمام زین العابدین(علیه السلام) الآیة 42 من سورة الزمر: «(أللهُ یَتَوَفَّى الاَْنْفُسَ حِینَ مَوْتِهَا)» (یعنی أنّ الله وإن کان یتوفى الأنفس عند موتها، ولکنّ أخی قتله بعض الظالمین).

فغضب ابن زیاد لهذا الجواب القاطع، فقال: ولک جُرأةٌ على جوابی؟ إذهبوا به فاضربوا عنقه!!

فعندما رأت زینب الکبرى(علیها السلام) ذلک، احتضنت الإمام زین العابدین(علیه السلام)وتوجّهت بالخطاب لابن زیاد وقالت: «یا ابنَ زِیاد، حَسْبُکَ مِنْ دِمائنا»، ثمّ أضافت: «وَاللهِ لا اُفارِقُهُ، فَإِنْ قَتَلْتَهُ فَاقْتُلْنی مَعَهُ».

فنظر ابن زیاد إلى زینب والإمام السجاد(علیهما السلام)، وقال: «عَجَباً لِلرَّحِمِ».

ثم أضاف: «وَاللهِ! لأظنّها ودّت أنّی قَتَلْتُهَا مَعَهُ، دَعُوهُ فإنّی أراهُ لما بِه»(1).

وینقل السید ابن طاووس فی کتابه بعد أن یذکر هذه الحالة (بقلیل من الاختلاف) أنّ الإمام زین العابدین(علیه السلام) إلتفت إلى عمّته الحوراء زینب(علیها السلام)، فقال: «اُسْکُتِی عَمَّةَ حتّى اُکَلِّمَهُ» ثم أقبلَ على ابن زیاد، فقال: «أَبِالْقَتْلِ تُهَدِّدُنی یَاابْنَ زِیاد، أَما عَلِمْتَ أَنَّ الْقَتْلَ لَنا عادَةٌ وَ کَرامَتَنَا الشَّهادَةُ».

وبعد هذا الحوار المثیر أدرک ابن زیاد أنّه لا یستطیع المواجهة مع آل بیت النبوة، وأیقن بالهزیمة، فأمر بعلیّ بن الحسین(علیهما السلام) وأهله فحملوا إلى دار جنب المسجد الأعظم وأُسکنوا فیها(2).

هل یمکن لأیّ قلم أو بیان أن یرسم عظمة هذا الکلام فی ذلک المجلس الذی اجتمع فیه عدد کبیر من الناس وأمام رموز السلطة الظالمة، ومعلوم أنّ هذا الکلام انتقل على الألسن وشاع فی جمیع أرجاء الکوفة وانتقل إلى خارجها وخلّف آثاراً کبیرة على عقول الناس وعواطفهم وغیّر من رؤیتهم تجاه أبناء الإمام علیّ(علیه السلام)وکشف عن خبث وزیغ الأعداء مرّة أخرى، وقد زرعت هذه الکلمات بذور الثورة ضدّ آل اُمیّة وحکومتهم الجائرة.


1. إرشاد المفید، ص 473-474; الملهوف (اللهوف)، ص 202 (مع اختلاف یسیر) وکذلک انظر: تاریخ الطبری، ج 4، ص 350.
2. الملهوف (اللهوف)، ص 202 .

 

 

9 . الشفاه التی کان رسول الله(صلى الله علیه وآله) یقبلها!7 . ما رأیت إلاّ جمیلاً!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma