یشیر التاریخ إلى أنّ أول شرارة لثورة العباسیین عام 132 هـ إنّما انطلقت من خراسان من قبل جماعة من الشیعة بزعامة أبی مسلم الخراسانی. حیث ثاروا انتقاماً من بنی أمیة إثر إرتکابهم لفاجعة کربلاء وکان شعارهم «الرِّضا مِنْ آلِ مُحَمَّد»، لکن العباسیین (طائفة من بنی هاشم) إنّما صادروا العواطف النبیلة والمتأججة للشیعة وغفلوا عن تشخیص المصادیق الواقعیة لأهل البیت; مع ذلک فالعامل الرئیسی المؤثر فی انتصارهم وکسرهم لشوکة بنی أمیة هو شعار الطلب بدم الإمام الحسین(علیه السلام)وشرح مظلومیة أهل بیته(علیهم السلام). فقد عمدوا لهذا الشعار فی إثارة غضب الأمة على بنی أمیة حتى تمکنوا من الإطاحة بهم.
قال ابن أبی الحدید: «لما أتی أبو العباس برأس مروان سجد فأطال ثم رفع رأسه وقال الحمد لله الذی لم یبق ثأرنا قبلک وقبل رهطک».
ثم قال: «ما أبالی متى طرقنی الموت وقد قتلت بالحسین ألفاً من بنی أمیة»(1).