د) السؤال فی الروایات

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
أسئلة قرآنیة
1ـ الهلالج) أهمیّة السؤال فی القرآن الکریم

لقد وردت أحادیث کثیرة تبیّن أهمیة طرح الأسئلة والبحث عن الأجوبة لها، یمکن الاکتفاء بنموذجین منها:

1. قال رسول الله (صلى الله علیه وآله): «العِلْمُ خَزَائِنُ، وَمِفْتاحُها السُّؤالُ، فاسأَلُوا یَرْحَمکُمُ اللهُ، فإنّهُ یُؤجَرُ فِیهِ أربَعة: السَّائِلُ، وَالمُعَلِمُ، وَالمُستَمِعُ، وَالمُحِبُّ لَهُم» (1).

2. قال أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب (علیه السلام): «سَلُونِی قَبلَ أنْ تَفْقِدُونِی فلأنَا بِطُرِقِ السَّماءِ أَعلَمِ مِنِّی بِطُرِقِ الأَرضِ» (2).

3. وقد ورد فی نهج البلاغة عنه (علیه السلام): (وَلا یَسْتَحِینَّ أحدٌ إذا لَم یَعلَم الشَّیء أنْ یَتَعَلَّمَهُ» (3).

وقد ورد فی حدیث، أنّ الحیاء قسمان; أحدهما معقول والآخر قبیح (4)، فالأوّل یستعمل عندما یواجه الإنسان المعاصی والذنوب، فلیجأ إلى هذا السلاح حیاءً من الله عزّ وجلّ ومنعاً عن ارتکاب المعاصی، وهذا النوع من الحیاء باعتباره نوعاً من اجتناب المعاصی والذنوب ممدوح ومقبول، أمّا الحیاء القبیح، فیتمثّل بالحیاء فی طرح الأسئلة لکشف المجهولات ورفع الغوامض، إذ یجب أن یکون الإنسان شجاعاً وجریئاً فی طرح الأسئلة، متخلیاً عن الحیاء والخجل فی ذلک، ولا یکتفی بطرح الأسئلة والبحث عن الأجوبة لنفسه، بل ینبغی علیه أن یشجع الآخرین فی هذا المجال.

وفی هذا السیاق ننقل قصّة عظیمة المغزى، وبلیغة العبرة، إذ یروى أنّه حین عزم أمیر المؤمنین علی (علیه السلام) للخروج إلى القتال تقدّم إلیه شخص، وسأله سؤالاً معقّداً فی التوحید، وقال له: (ما معنى أن یقال إنّه تعالى واحد؟ هل واحد لیس باثنین، أو أنّ لوحدانیته تفسیراً آخر؟

فاعترض بعض أصحابه (علیه السلام) على هذا الشخص بحجّة أنّ الظرف لیس مناسباً لطرح مثل هذه الأسئلة أو الإجابة علیها، فالوضع وضع قتالی وحربی.

فأجاب (علیه السلام): (ألیس قتالنا لإیقاظ الناس وتوعیتهم، إذاً فما المانع من الإجابة على سؤال هذا الشخص)، ثم أجاب على سؤال ذلک الشخص بشکل مفصّل ودقیق (5).

نستنتج من ذلک کلّه: لقد أولى الإسلام لطرح الأسئلة المناسبة والبحث عن إجابة لها أهمیّة کبرى، وفتح الباب واسعاً على مصراعیه أمام طرح الأسئلة فی مختلف المواضیع، ولم یقبل أی خجل أو حیاء فی هذا الإطار.

بعد بیان هذه المقدمات القصیرة سنقوم فیما یلی بالبحث فی أول سؤال وجواب قرآنی ضمن بحوثنا التفسیریة:


1. میزان الحکمة، ج 4، باب 1702، ح 8040.
2. المصدر السابق، 1705، ح 8058.
3. نهج البلاغة، الکلمات القصار 82.
4. میزان الحکمة، ج 2، باب 992، ح 4577.
5. المصدر السابق، ج 6، باب 2628، ح 12356.

  

1ـ الهلالج) أهمیّة السؤال فی القرآن الکریم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma