توزیع الثروة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
أسئلة قرآنیة
برامج الاسلام للتوزیع العادل للثروةالعلاقة بین المصلحین والغنائم

للأسف الشدید فإنّ التوزیع الظالم وغیر العادل للثروة یعتبر مصیبة کبرى وداءً عضالاً لا دواء له فی عالم الیوم، حیث تعکس الإحصائیات والأرقام ذلک، إذ إنّ

80% من ثروات العالم یمتلکها 20% من سکانها، وأما 20% الأخرى من ثروات العالم فهی تحت تصرف 80% من سکانها، وهذا الفاصل بین هاتین الطبقتین تزداد یوماً بعد یوم، حیث یزداد الأغنیاء غنىً ویزداد الفقراء فقراً، وکل الاختلافات والنزاعات والمشاکل التی یعانی منها عالم الیوم هو نتیجة هذه المشکلة العضال، وللأسف الشدید فإنّ عالم الیوم لایمتلک أی برنامج لحل هذه المعضلة، وتحقیق التوزیع العادل للثروة، ولایمکن له أن یمتلک مثل هذا البرنامج لأنّ التفکیر المادی لایسمح بالتوزیع العادل للثروة.

سؤال: هل یوجد فی الإسلام برنامج لحل هذه المعضلة؟

جواب: نعم، إنّ الإسلام یمتلک برنامجاً لحلّ مثل هذه المعضلات وکافّة المشکلات والمسائل التی یحتاج الإنسان إلیها حتى یوم القیامة، ومن یدّعی أن برامج الإسلام محصورة بالعبادات والطاعات، فهو جاهل لیس له علم بهذه الأمور، وبتعبیر آخر قد یتخیل هؤلاء الواهمون أنّ الإسلام فی برامجه یفکر فقط فی خلق ارتباط بین الخلق والخالق، ولکنه یفتقر إلى برامج حول علاقة الخلق بالخالق، وقد ذکر رسول الله (صلى الله علیه وآله) فی آخر حجّة له والمعروفة بحجّة الوداع الکثیر من هذه الأمور حیث قال: «یـا أیُّها النَّاسُ وَاللهِ مَا مِنْ شَیء یُقَرِّبُکُم مِنَ الجَنِّةِ وَیُباعِدُکُم مِنَ النّارِ إِلاّ وَقَدْ أَمَرتُکُم بِهِ وَمـا مِنْ شَیء یُقَرِّبُکُم مِنَ النَّارِ وَیُباعِدُکُم مِنَ الجَنَّةِ إِلاَّ وَقَدْ نَهیتُکُم عَنْهُ» (1).

نعم، کل مایحتاج إلیه الإسلام تمّ طرحه وذکره من قبله، کل شیء موجود فی الإسلام ولکننا لم نفهم الإسلام فهماً صحیحاً، إذ نمتلک من المعارف والعلوم التی لا نقدِّرها أو نعرف قدرها، ولا ندرکها إلاّ بعد سنوات وأحیاناً مئات السنوات، وأخیراً کان لدی حدیث مع مسؤولی القضاء تحدثنا عن بعض الأمور منها مجالس حلّ النزاعات، حیث بدأت هذه المجالس أعمالها ونشاطاتها منذ عدّة سنوات، وکانت

لها ثمرات ونتائج جیدة، حتى إنّ 50% من ملفات القضاء تم تخفیضها بعد بدء هذه المجالس أعمالها، وأنّ کثیراً من النزاعات بین الناس التی کانت تستغرق أحیاناً أشهراً وسنوات لحلّها، وکان یجب الانتظار لحلّها خلال تلک الأشهر، کانت تحلّ من قبل هذه المجالس خلال مدة قصیرة جدّاً، وإنّ مثل هذا النموذج للمجالس التی فکرنا فی إنشائها حدیثاً، هی أحد تعالیم القرآن الکریم التی وردت تحت عنوان (الحکمیة) (2) والتی أشار إلیها القرآن الکریم قبل 1400 سنة، نعم، إنّ لدینا أشیاء کثیرة ولکننا غافلون عنها.


h5 1 . بحار الأنوار، ج 70،ص 96، ح 3.
2 . انظر: سورة ا لنساء، الآیة 35.

 

 

برامج الاسلام للتوزیع العادل للثروةالعلاقة بین المصلحین والغنائم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma