1. القول بحجّیة الشهرة مطلقاً

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
طریق الوصول إلى مهمّات علم الاُصول ج2
2. القول بالتفصیل بین الشهرة عند القدماء وعند المتأخّرینالإجماع / الشهرة الکاشفة عن قول المعصوم(علیهم السلام)


واستدلّ لها باُمور:
الأمر الأول: أنّ الظنّ الحاصل من الشهرة الفتوائیة بالحکم أقوى من الظنّ الحاصل من خبر الواحد فتکون حجّة بطریق أولى.
ویجاب عنه، أوّلا: بأنّه قیاس مع الفارق، لأنّ الظنّ الحاصل من خبر الواحد ینشأ عن الحسّ وفی الشهرة عن الحدس.
وثانیاً: أنّ هذا یتمّ لو کان مناط حجّیة خبر الواحد هو حصول الظنّ منه بالحکم الشرعی وحینئذ لا خصوصیّة للظنّ الحاصل من الشهرة، بل إنّه یدلّ على حجّیة کلّ ظنّ کان فی مرتبة ذلک أو أقوى منه، وأمّا لو کان مناط حجّیته نوعاً من التعبّد، فلا یتمّ ذلک.
ولا یتوهّم: أنّ دلیل حجّیة خبر الواحد لمّا کان بناء العقلاء، فلا ریب أنّ الملاک عندهم هو الکشف الظنّی عن الواقع والمفروض أنّ هذا الکشف موجود فی الشهرة بدرجة أقوى; لمنع حجّیة کلّ ظنّ عند العقلاء، واعتباره فی خبر الواحد لخصوصیّة فیه، مضافاً إلى أنّه یمکن أن یکون شیء حجّة عند العقلاء بملاک ولکن الشارع أمضى بناءهم بملاک آخر، ولعلّ ما نحن فیه کذلک، فکان خبر الواحد حجّة عند العقلاء بملاک وعند الشارع بملاک آخر، کما یشهد له حکم الشارع فی الخبرین المتعارضین المتساویین بالتخییر مع أنّهما یتساقطان فی الحجّیة والاعتبار عندهم، وعلى کلّ حال لا ملازمة بین إمضاء النتیجة وإمضاء الملاک.
الأمر الثانی: ما ورد فی مقبولة عمر بن حنظلة من قوله(علیه السلام): «ینظر إلى ما کان من روایتهما عنّا فی ذلک الذی حکما به المجمع علیه عند أصحابک فیؤخذ به من حکمنا ویترک الشاذّ الذی لیس بمشهور عند أصحابک فانّ المجمع علیه لا ریب فیه»(1)، وکذا قوله(علیه السلام) فی مرفوعة زرارة: «خذ بما اشتهر بین أصحابک ودع الشاذّ النادر»(2).
بتقریب أنّ المجمع علیه فی المقبولة هو المشهور بقرینة إطلاق المشهور علیه بعد ذلک: «ویترک الشاذّ الذی لیس بمشهور»، وعلیه فالتعلیل بقوله: «فإنّ المجمع علیه لا ریب فیه» یکون دلیلا على أنّ المشهور مطلقاً سواء کان روایة أو فتوى یکون ممّا لا ریب فیه ویجب العمل به، وإن کان مورد التعلیل خصوص الشهرة فی الروایة وهکذا فی المرفوعة فإنّ الموصول فیها عامّ یشمل الشهرة بأقسامها.
لکن یرد علیه: أنّ المراد من الشهرة هنا هو الشهرة اللغویة بمعنى الوضوح، لا الشهرة المصطلحة وقد وقع الخلط بینهما، فإذن یکون معنى قول الإمام فی الروایتین: «خذ بما صار واضحاً عند أصحابک».
ولا إشکال فی أنّ هذا المعنى من الشهرة أو أنّ هذه الدرجة من الشهرة تصل إلى مرتبة القطع العرفی العادی، فلیس المراد من عدم الریب عدم الریب بالنسبة إلى ما یقابله، بل عدم الریب مطلقاً، وإذن لا یصحّ الاستدلال بهما فی محلّ البحث، لأنّ المفروض أنّ محلّ النزاع هو الشهرة فی الاصطلاح، أی الشهرة الفتوائیّة الّتی توجب الظنّ بقول المعصوم(علیه السلام).
الأمر الثالث: الاستدلال بذیل آیة النبأ من التعلیل بقوله تعالى: (أَنْ تُصِیبُوا قَوْماً بِجَهَالَة فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِینَ)(3) بتقریب أنّ المراد من الجهالة السفاهة والاعتماد على ما لا ینبغی الاعتماد علیه، ومعلوم أنّ العمل بالشهرة والاعتماد علیها لیس من السفاهة وفعل ما لا ینبغی.
وفیه: أنّ غایة مایقتضیه هذاالتعلیل هو عدم حجّیة کلّ ما فیه جهالة وسفاهة، وهذا لایقتضی حجّیة کلّ ما لیس فیه جهالة وسفاهة إذ لیس له مفهوم حتّى یتمسّک به، ألا ترى أنّ قوله «لاتأکل الرمّان لأنّه حامض» لایدلّ على جواز أکل کلّ ما لیس بحامض.


1. وسائل الشیعة، ج 18، کتاب القضاء، أبواب صفات القاضی، الباب 9، ح 1.
2. مستدرک الوسائل، ج 17، کتاب القضاء، أبواب صفات القاضی، الباب 9، ح 2.
3. سورة الحجرات، الآیة 6.


 

 

2. القول بالتفصیل بین الشهرة عند القدماء وعند المتأخّرینالإجماع / الشهرة الکاشفة عن قول المعصوم(علیهم السلام)
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma