القول بالتفصیل فی ثبوت الملازمة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
طریق الوصول إلى مهمّات علم الاُصول ج2
دلیل العقل / معلولات الأحکام أدلّة منکری الملازمة:

قد یفصّل فی ثبوت الملازمة بین حکم العقل والشرع بین ما إذا تطابقت آراء العقلاء على مصلحة أو مفسدة وبین ما إذا لم تتطابق آراؤهم، واستدلّ على ذلک بأنّ العقلاء إذا تطابقت آراؤهم جمیعاً بما هم عقلاء على حسن شیء، فلابدّ أن یحکم الشارع بحکمهم لأنّه منهم بل رئیسهم فهو بما هو من العقلاء بل خالق العقل لابدّ أن یحکم بما یحکمون ولو فرضنا أنّه لم یشارکهم فی حکمهم لما کان ذلک الحکم حاصل رأی الجمیع وهذا خلاف الفرض.
ولکن یرد علیه: أنّه لا دخل لتطابق آراء العقلاء فی حکم العقل، بل الملاک کلّ الملاک فی ذلک هو القطع الحاصل ببداهة العقل أو النظر والاستدلال وکلّ إنسان من هذه الناحیة تابع لعقله ویقینه، فلو قطع أحد بوجوب المقدّمة فی مبحث وجود الملازمة بین وجوب المقدّمة ووجوب ذی المقدّمة یکون قطعه هذا حجّة علیه ولو خالفه غیره.
مضافاً إلى أنّ القول باعتبار تطابق آراء العقلاء واتفاقهم فی حکم العقل بالملازمة أشبه بالتمسّک بدلیل الاستقراء الذی یرجع إلى استنباط حکم عامّ من مشاهدة الجزئیّات والمصادیق، مع أنّ الدلیل العقلی فی المقام قیاس یتشکّل من صغرى وکبرى، وعبارة عن الحرکة من الکلّی إلى الجزئی.
وإن شئت قلت: إن کان الاستقراء هنا استقراءً ناقصاً لا یوجب القطع بالمصلحة أو المفسدة فلا فائدة فیه ولا یستکشف منه الحکم الشرعی، وإن کان استقراء تامّاً یشمل حکم الشارع أیضاً، فحینئذ یکون الملاک ما استکشفناه من حکم الشرع، فلا دخل لتطابق آراء العقلاء.
والظاهر أنّ هذا التفصیل نشأ ممّا اشتهر بین الفلاسفة من أنّ الحسن والقبح من المشهورات المبنیّة على التدریب والتربیة(1)، مع أنّه فی کثیر من مصادیقهما من الاُمور الواقعیّة البدیهیة أو ما یقرب من البداهة ولا دخل للتربیة فیها.
توضیح ذلک: أنّ العدالة والظلم لهما آثار فی المجتمع الانسانی بل فی الأفراد من الصلاح والفساد لا یقدر أحد على إنکارها، لا بمعنى أنّه من قبیل «الواحد نصف الاثنین» بل لأنّها تدرک بأدنى تأمّل، فمن ذا الذی لا یدرک المفاسد الحاصلة من الظلم، والمصالح الحاصلة من العدل، ولو کان هناک اختلاف فإنّما هو فی موضوعاته ومصادیقه لا فی أصله.


1. النجاة، ص 63; الإشارات والتنبیهات، ج 1، ص 220.

 

دلیل العقل / معلولات الأحکام أدلّة منکری الملازمة:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma