القسم الکاذب وعقوبته الشدیدة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأقسام القرآنیة
القسم الکاذب فی الروایات الإسلامیةأنحاء القسم

هنا نکتفی بالإشارة إلى نموذجین من القسم الکاذب وتداعیاته کما ورد فی القرآن الکریم:
الأوّل: نقرأ فی الآیة 77 من سورة آل عمران عن جماعة من الیهود المعاصرین للنبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) والذین کانوا یستنکفون من اعتناق الإسلام ویصرّون على عنادهم وتمردهم أمام الحق، یقول القرآن الکریم عنهم:
(إِنَّ الَّذِینَ یَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَیْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِیلا أُوْلَئِکَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِی الاْخِرَةِ وَلاَ یُکَلِّمُهُمُ اللهُ وَلاَ یَنْظُرُ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَلاَ یُزَکِّیهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِیمٌ).
وهکذا تستعرض هذه الآیة الشریفة العقوبات الشدیدة على هذه الطائفة من الیهود بسبب عدم العمل بقسمهم وعدم احترامهم لأیمانهم، ومن ذلک:
1 . إنّهم لا نصیب لهم من رحمة الله ولا من نعیم الجنّة، ویحرمون من الجلوس مع أولیاء الله فی الآخرة (لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِی الاْخِرَةِ...).
2 . إنّهم محرومون من الحدیث مع الله تعالى ومن سماع خطابه (لاَ یُکَلِّمُهُمُ اللهُ...)ویستفاد من هذه الآیة الشریفة أنّ الله تعالى یتحدث فی الآخرة مع المؤمنین والصالحین، وما أعظم الفخر للإنسان الذی یقع مورد الخطاب الإلهی ویحقق فی نفسه اللیاقة لکی یکون طرفاً لحدیث الله تعالى معه، کما کان الآنبیاء فی الدنیا کذلک، حیث کلّمهم الله تعالى وأوحى لهم وحدثهم فی قرارة نفوسهم، وطبعاً فإنّ هذا الکلام لا یعنی أنّ الله تعالى له جسم وحاله حال الإنسان فی کونه یمتلک أعضاء وجوارح من عین وأذن ولسان، بل إنّ الله تعالى یتکلّم بأن یخلق الأمواج الصوتیة فی الفضاء.
3 . ومضافاً إلى أنّ الله تعالى لا یتحدث مع هذه الطائفة الحانثین للقسم فإنّه لا ینظر إلیهم أیضاً ولا یشملهم بلطفه ورحمته (وَلاَ یَنْظُرُ إِلَیْهِمْ...).
4 . والعقوبة الرابعة لهؤلاء الأشخاص أنّ الله تعالى لا یطهّرهم من شوائب المعاصی وأدران الذنوب، (وَلاَ یُزَکِّیهِمْ...).
5 . وأخیراً ینتظرهم العذاب الألیم فی جهنّم وبئس المصیر (وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِیمٌ).
ومع الالتفات إلى هذه العقوبات الشدیدة على أصحاب القسم الکاذب، فینبغی علینا مراعاة الدقّة فی کلامنا وأعمالنا حتى لا نتلوث بهذا الذنب العظیم.
الثانی: ومن جملة الأشخاص الذین ذکرهم القرآن الکریم بسبب القسم الکاذب، المنافقون، فالقرآن الکریم یتحدث عن هؤلاء بأنّهم:
(اتَّخَذُوا أَیْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِیلِ اللهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا کَانُوا یَعْمَلُونَ)(1).
فی هذه الآیة الشریفة یفضح الله تعالى المنافقین الذین یتحرکون من موقع خداع المسلمین بالأقسام الکاذبة ویظهرون أنفسهم بمظهر الصلاح والإیمان، والآیة الرابعة من هذه السورة بدورها تحمل فی مضمونها تقریعاً شدیداً لهم وتقول:
(قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى یُؤْفَکُونَ).
واللافت أنّ هذا التعبیر لم یرد فی القرآن الکریم سوى مرتین، إحداهما فی مورد المنافقین الذین یتخذون من الأقسام الکاذبة وسیلة لخداع الناس وإضلالهم عن سواء السبیل، والأخرى فی سورة التوبة فی معرض الحدیث عن المشرکین من الیهود.
وتعکس هاتان الآیتان صورة جلیة عن قبح القسم الکاذب وما یترتب علیه من عقوبات ألیمة وعواقب وخیمة.
 


(1) . سورة المنافقون، الآیة 2.

 

القسم الکاذب فی الروایات الإسلامیةأنحاء القسم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma