وقد وردت روایات عدیدة من أولیاء الدین فی هذا المجال، ونکتفی باستعراض نماذج منها:
1 . یقول الإمام الصادق(علیه السلام) لأحد أصحابه ویدعى سدیر:
«یا سُدَیْرُ مَنْ حَلَفَ بِاللهِ کاذِباً کَفَرَ، وَمَنْ حَلَفَ بِاللهِ صادِقاً اَثِمَ»(1).
والمراد من الکفر فی الروایة المذکورة لیس الخروج من الدین، بل المقصود أنّ هذا العمل یعدّ من الذنوب الکبیرة، وعلیه فالقسم الکاذب یعتبر من الذنوب الکبیرة.
کما أنّ المقصود من کلمة «إثم» فی هذه الروایة لیس هو الذنب والمعصیة بل الکراهة الشدیدة.
النتیجة أنّ القسم الکاذب یعتبر ذنباً کبیراً والقسم الصادق یکره کراهة شدیدة.
2 . ونقرأ فی روایة أخرى عن الإمام الصادق(علیه السلام):
إنّ جماعة من خواص النبی عیسى بن مریم(علیهما السلام) جاءوا إلیه وقالوا: یا معلم أرشدنا إلى الصلاح. فقال عیسى(علیه السلام):
«اِنَّ مُوسى نَبِیَّ اللهِ اَمَرَکُمْ أَنْ لا تَحْلِفُوا بِاللهِ کاذِبینَ وَ أنَا آمُرُکُمْ اَنْ لا تَحْلِفُوا بِاللهِ کاذِبینَ وَ لا صادِقینَ».
النتیجة أنّ الآیات القرآنیة وروایات المعصومین(علیهم السلام) وقفت موقفاً سلبیاً جدّاً من القسم الکاذب ونهت عنه بشدّة، واعتبرت القسم الصادق أیضاً مکروهاً.