2. القسم بغیر الله

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأقسام القرآنیة
ثلاث طرق للحل سؤال مهم!

سؤال: تقدّم فی البحوث السابقة أنّ أقسام القرآن متنوعة، فالله تعالى یقسم أحیاناً بذاته المقدّسة، وباللیل والنهار، بالصبح، بروح الإنسان، وأحیاناً یقسم حتى بالأطعمة والفاکهة، والسؤال هو: هل یجوز لنا أن نقسم بمخلوقات الله تعالى، أم یختص القسم بالذات المقدّسة؟
والمتداول فی الثقافة العامة والعرف أنّ الناس یقسمون بأنفسهم وبأولادهم ونفوس الأعزاء لدیهم وبشرفهم وبمقدساتهم أیضاً، فهل یجوز مثل هذا القسم؟ وبکلمة: هل یجوز القسم بغیر الذات المقدّسة؟
الجواب: إنّ الوارد فی الأحادیث الشریفة المذکورة فی مصادرنا الشیعیة وکذلک فی مصادر أهل السنّة، النهی الصریح عن هذا القسم، ونشیر هنا إلى عدّة نماذج من ذلک:
1. یقول علی بن مهزیار: قلت لأبی جعفر الثانی(الإمام الجواد)(علیه السلام): قول الله عزّوجلّ: (وَاللَّیْلِ إِذَا یَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى(1)) وقوله عزّوجلّ: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)(2) وما أشبه هذا، فقال:
«اِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ یُقْسِمُ مِنْ خَلْقِهِ بِما شاءَ، وَ لَیْسَ لِخَلْقِهِ اَنْ یُقْسِمُوا اِلاّ بِهِ عَزَّوَجَلَّ»(3).
2. یقول محمّد بن مسلم أیضاً: سمعت أباجعفر (الباقر)(علیه السلام) یقول: هذا من خطوات الشیطان، قال:
«کُلُّ یَمین بِغَیْرِ اللهِ فَهِیَ مِنْ خُطُواتِ الشَّیْطانِ»(4).
3. یقول عبدالرحمن بن أبی عبدالله:
«سَأَلْتَ أَباعَبْدِاللهِ(علیه السلام) عَنْ رَجُلِ حَلَفَ أَنْ یَنْحَرَ وَلَدَهُ؟ قالَ: ذلِکَ مِنْ خُطُواتِ الشَّیْطانِ»(5).
ویحتمل فی معنى جملة «حلف أن ینحر ولده» احتمالان:
أ) إنّ هذا الشخص أقسَم أن یذبح ولده، فما حکم مثل هذا القسم؟ هل یجب العمل به؟ وطبقاً لهذا الاحتمال فإنّ الروایة لا ترتبط بما نحن فیه.
ب) إنّ هذا الشخص یسأل عن أنّه حلف أن یذبح ولده إذا ارتکب عمل معین، بمعنى أنّه أقسَم بهذا القَسم للتأکید على عدم ارتکابه العمل الفلانی، وأنّه إذا أتى به فإنّه ینحر ولده، فالمقصود هو التأکید الکبیر على التزامه وشدّة اهتمامه باجتناب ذلک العمل والظاهر أنّ الاحتمال الثانی هو المتعین، وفی هذه الصورة فمضمون الروایة یرتبط بما نحن فیه، وطبقاً لهذه الروایة فالإمام الصادق(علیه السلام) قرر عدم جواز مثل هذا القسم.
وقد ورد عدم جواز القسم بغیر اسم الله فی مصادر أهل السنّة أیضاً منها: الحدیث النبوی الذی نقله البیهقی، یقول:
«مَنْ حَلَفَ بِغَیْرِ اللهِ فَقَدْ أَشْرَکَ»(6).
النتیجة المستقاة من هذه الروایة المذکورة، وفی روایات أخرى لم نذکرها رعایة للاختصار، أنّه لا یجوز القسم بغیر الذات المقدّسة.
ومن جهة أخرى نقرأ فی بعض الروایات أنّ الأئمّة المعصومین(علیهم السلام)أقسموا بغیر اسم الله، على سبیل المثال نقرأ فی نهج البلاغة فی عشرة موارد أنّ الإمام علیّاً(علیه السلام)أقسم بنفسه، مثلاً فی خطبة 56 من نهج البلاغة یقول الإمام(علیه السلام) مخاطباً أصحابه وأتباعه المهزوزین وعدیمی الوفاء:
«وَلَعَمْری لَوْ کُنّا نَأْتی ما أَتَیْتُمْ ما قـامَ لِلدِّیْنِ عَمُودٌ وَلا اخْضَرَّ لِلاْیمـانِ عُودٌ».
وکذلک أقسم النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) بغیر الذات المقدّسة، من ذلک ما نقله البیهقی من الحدیث أنّه قال: جاء شخص الى النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) فقال: علّمنا معارف الإسلام وأصوله، فشرح له النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) فقال الأعرابی: أذهب وأعمل بهذه الأصول. فقال رسول الله(صلى الله علیه وآله):
«... أَفْلَحَ وَأَبیهِ، إِنْ صَدَقَ دَخَلَ الْجَنَّةَ»(7).
الخلاصة أنّ تلک الطائفة من الروایات نهت ومنعت من القسم بغیر الله، والظاهر أنّها تتعارض مع هذه الطائفة من الروایات التی تقرر أنّ المعصومین(علیهم السلام) أقسموا بغیر اسم الله، فکیف نحلّ هذا التعارض؟(8) وبأی طائفتین ینبغی العمل؟
 


(1) . سورة اللیل،الآیة 1 و 2.
(2) . سورة النجم، الآیة 1.
(3) . وسائل الشیعة، ج 16، کتاب الأیمان، باب 30، ح 1 .
(4) . المصدر السابق، باب 15، ح 4 .
(5) . وسائل الشیعة، ج 16، کتاب الأیمان، باب 15، ح 5.
(6) . السنن الکبرى، ج 10، ص 29 .
(7) . سنن البیهقی، ج 2، ص 466 .
(8) . فی مظان هذا التعارض نشیر إلى مسألة وهی أنّه مع مطالعة حدیث واحد لا یمکن الإفتاء وإصدار حکم، . بل ینبغی مطالعة جمیع جوانب المسألة، فإن کانت هناک أحادیث متعارضة، فینبغی فی البدایة حلّ هذا التعارض، ثم استخلاص الحکم النهائی من مضمون هذه النصوص.
ثلاث طرق للحل سؤال مهم!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma