فوارق السور المکّیة والمدنیة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأقسام القرآنیة
التفاسیر الثلاثة للأقسام الثلاثة 2. أقسام سورة الصافّات


تعتبر سورة الصافّات من السور المکیّة، التی نزلت على النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)فی مکّة، أمّا السور التی نزلت على النبی فی المدینة فتسمّى السور المدنیة، وأکثر من سبعین سورة من سور القرآن الکریم مکیة والباقی مدنیة، ونشیر هنا إلى فارقین اثنین بین السور المکیة والمدنیة:
 
1. الفارق فی المحتوى
إنّ السورة المکّیة تبحث غالباً فی قضایا المبدأ، المعاد، التوحید، معرفة الله، صفات الله، القیامة، الجنّة، النار، عالم البرزخ وأمثال ذلک. وبعبارة أخرى أنّها تبحث القضایا العقائدیة للمسلمین، وهذا المنهج تقتضیه الحکمة وقاعدة اللطف لأنّ مرحلة النبوة فی مکّة کانت بمثابة مرحلة بناء الأسس العقائدیة وتقویة البنى التحتیة فی عقیدة المسلم، ومن هذه الجهة وکما صرحت به الروایات الشریفة، کان النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) ولمدّة عشر سنوات فی مکّة یهتم بإبلاغ أصل الرسالة السماویة الذی یتمحور حول شعار لا إله إلاّ الله، وتحمل جمیع صنوف الأذى والحرمان والمحاصرة والتهم وسائر المشاکل الأخرى من أجل تجسید هذا الشعار الأساسی فی واقع الحیاة والإنسان.
أمّا السور المدنیة فإنّها لا تتحرک بهذا الاتجاه، ولیست ناظرة لهذا الهدف بل ناظرة فی الغالب إلى المسائل الاجتماعیة والأخلاقیة، الأحکام، الآداب، الحرب والصلح، والمسائل المتعلقة بفروع الدین أو بالحکومة الإسلامیة ومقتضیاتها وما تثیره من مسائل وتقتضیه من أحکام.
 
2. الفارق فی الشکل والصیاغة
إنّ سیاق السور المکّیة وصیاغة آیاتها زاخرة بالحیویة مع أنّها قصیرة، أی أنّ الآیات المکیّة فی هیئتها وسیاقها البلاغی ذات لحن شدید ومقرع، خلافاً للسور المدنیة التی تکون آیاتها طویلة وذات سیاق ملائم ولیّن وهادىء، وهذا أحد جوانب فصاحة القرآن وبلاغته، إنّ الله تعالى ینزل الآیات الکریمة بحسب تناسب الأوضاع والظروف فی الواقع الخارجی والاجتماعی، ففی مکّة کانت المواجهة حاسمة بین نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله)والمشرکین، ولهذا جاءت الآیات قصیرة وحاسمة وشدیدة اللهجة، ولکن فی المدینة حیث کان النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)یتواصل فی حرکة الحیاة مع المسلمین ویعیش بعیداً عن أجواء الشرک والکفر، فإنّ سیاق الآیات تغیّر وانعطف نحو اللیونة والهدوء ونزلت الآیات طویلة نسبیاً، ومن أجل إثبات هذا الموضوع نجری مقارنة بین سورة الصافات التی تعتبر من السور المکّیة مع سورة البقرة وهی من السور المدنیة.
إنّ سورة الصافّات وردت فی 182 آیة، ولا تشغل سوى سبع صفحات ولکن سورة البقرة التی تتضمن 286 آیة تشغل 48 صفحة من القرآن، أی أنّ عدد آیات سورة البقرة یبلغ ضعفی عدد آیات الصافات، ولکنّ عدد صفحات هذه السورة المدنیة یتجاوز سبعة أضعاف سورة الصافات، وهذا یشیر إلى أنّ آیات سورة البقرة أطول نسبیاً من سورة الصافات، وهکذا الحال فی سائر السور المدنیة.
النتیجة أنّ السور المکّیة تتحدث حول قضایا المبدأ والمعاد، أمّا السور المدنیة فتهتم بطرح مسائل أخرى، مضافاً إلى أنّ آیات السور المکّیة قصیرة وحاسمة، وأمّا آیات السور المدنیة فطویلة وهادئة.
 

التفاسیر الثلاثة للأقسام الثلاثة 2. أقسام سورة الصافّات
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma