صلاة اللیل فی الروایات

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأقسام القرآنیة
القسم الثالث: قسم بضیاء الصبح صلاة اللیل فی القرآن الکریم


ذهب بعض القدماء إلى أننا لو قمنا بخلط مادة الکیمیاء أو الأکسیر بعنصر النحاس لأمکن تبدیله إلى ذهب، وهذا الموضوع لم یکن سوى تصور وخیال یدور فی أذهان القدماء ولم یتحقق فی أرض الواقع بالرغم من سعیهم الحثیث فی هذا السبیل، ولکنّ نتیجة ذلک أن وجد علم الکیمیاء، فالکیمیاء کلمة لاتینیة، وطبعاً لو افترضنا وجود مثل هذه المادة الکیمیاویة وقمنا بمسحها بالنحاس وانقلب النحاس إلى ذهب، فإنّ المشکلة لا تُحلّ بذلک، لأنّه عندما تتحول جمیع عناصر النحاس إلى ذهب فإنّ قیمة الذهب وبسبب کثرته ووفرته ستکون بقیمة النحاس، بل ربّما تهبط لما دون ذلک، وسیکون النحاس نادر الوجود وغالی الثمن.
ولکنّ علماء الدین یعتقدون بوجود مثل هذا الأکسیر والعنصر الکیمیاوی فی عالم المعنویات بحیث إذا مسحنا به وجود الإنسان، فسوف یتبدل الإنسان إلى ذهب خالص، وأحد هذه العناصر الأکسیریة «صلاة اللیل» ومن هنا فکل ما ورد عن صلاة اللیل وما تحدّث العلماء عنها فهو قلیل. فإنّ إضفاء النورانیة والصفاء والمعنویة على القلب وحفظ الإنسان من التلوث بالخطایا، وجبران ما ارتکبه من ذنوب ومنح روح الإنسان شفافیة وسکینة وطمأنینة کل ذلک یمثّل زاویة من برکات هذا الأکسیر المعنوی الثمین.
وقد أشرنا فیما سبق إلى ثلاث آیات من القرآن الکریم تتحدّث عن صلاة اللیل، والآن نلفت النظر إلى ثلاثة أحادیث شریفة فی هذا المجال.
1. یقول النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) فی السبب الذی صار فیه النبی إبراهیم(علیه السلام)خلیل الله:
«مَا اتَّخَذَ اللهُ اِبْراهیمَ خَلیلا إِلاَّ لاِِطْعامِهِ الطَّعامَ وَصَلاتِهِ بِاللَّیْلِ وَالنّاسُ نِیـامٌ»(1).
ینبغی على الإنسان استغلال وقت السحر للتوغل إلى أجواء المعنویات والتحلیق فی آفاق الملکوت والانفتاح على الله تعالى، فبعد أن یأخذ له قسطاً من النوم فی أول اللیل، یتحرک على مستوى الابتهال إلى الله والانفتاح علیه فی هذا الوقت المبارک.
2. ویقول النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) فی حدیث آخر:
«إِنَّ الْعَبْدَ إِذا تَخَلّى بِسَیِّدِهِ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ وَناجاهُ اَثْبَتَ اللهُ النُّورَ فِی قَلْبِهِ... ثُمَّ یَقُولُ جَلَّ جَلالُهُ لِمَلائَکِتِهِ: یـا مَلائِکَتی اُنْظُرُوا إِلى عَبْدی فَقَدْ خلى بِی فِی جَوْفِ اللَّیْلِ الْمُظْلِمِ وَالْبـاطِلُونَ لاهُونَ، وَالْغـافِلُونَ نِیـامٌ، أَشْهِدُوا عَنّی قَدْ غَفَرْتُ لَهُ»(2).
3. ویقول الإمام الصادق(علیه السلام) بالنسبة لصلاة اللیل وما یترتب علیها من برکات معنویة وأخرویة:
«مـا مِنْ حَسَنَة إلاّ وَلَهـا ثَوابٌ مُبین فِی القرآنِ إلاّ صلاةِ اللّیلِ فإنّ اللهَ عَزّ اسمُهُ لَم یُبیّن ثَوابَها لعَظمِ خَطَرِها قَالَ: (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُمْ مِّنْ قُرَّةِ أَعْیُن جَزَاءً بِمَا کَانُوا یَعْمَلُونَ)(3)»(4).
قد یقال: ما هی العلاقة بین الآیة التی استدل بها الإمام الصادق(علیه السلام)وصلاة اللیل؟ نقول: إنّ الآیة المذکورة وردت بعد قوله تعالى:(تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ...)الواردة فی صلاة اللیل.
والخلاصة، طبقاً لهذه الروایة فإنّه لا یعلم حتى المعصومون(علیهم السلام)، بمقدار ثواب صلاة اللیل. نسأل الله تعالى أن یوفقنا جمیعاً للنهوض من فراش الراحة والنوم فی أوقات السحر، والإتیان بصلاة اللیل لتبدیل وجودنا النحاسی إلى ذهب.
 


(1) . میزان الحکمة، باب 2311، ح 10738 .
(2) . المصدر السابق، باب 2312، ح 10751 .
(3) . سورة السجدة، الآیة 17 .
(4) . تفسیر مجمع البیان، ج 8، ص 109، طبع بیروت.
القسم الثالث: قسم بضیاء الصبح صلاة اللیل فی القرآن الکریم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma