تفسیر الخلق العظیم

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأقسام القرآنیة
الأخلاق الإسلامیة العلاقة بین الأقسام والمقسم له


ما هو «الخلق العظیم» الذی أقسم الله تعالى من أجله تلک الأقسام المهمّة؟
فی مقام الجواب عن هذا السؤال ذکر المفسّرون تفاسیر مختلفة وقد جمعها العلاّمة الطبرسی(رحمه الله)(1) فی «مجمع البیان» ومن ذلک:
أ) «خُلُق» بمعنى الدین والمذهب، أی قسماً بالقلم وما یکتب به أنّک صاحب دین عظیم.
ب) الخلق العظیم یعنی الأخلاق الإسلامیة. أی: أیّها النبی إنّ الأخلاق الإسلامیة التی تبلّغها إلى الناس، هی أخلاق سامیة وتتضمن قیم عالیة ومصیریة.
ج) الخلق العظیم بمعنى مَن یملک فی نفسه الصفات والخصوصیات التالیة:
الاستقامة، الجود والکرم، تدبیر الأمور على أساس من العقل والرفق والمداراة، تحمل الصعوبات ومواجهة التحدیات فی سبیل الدعوة إلى الله، العفو والصفح عن الأخطاء التی یرتکبها الناس، السعی الوافر لمد ید العون للمؤمنین، ترک الحسد والحرص وأمثال ذلک.
د) الخلق العظیم إشارة إلى الصفات والامتیازات الواردة فی الآیات الاُولى من سورة (المؤمنون):
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِینَ هُمْ فِی صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِینَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِینَ هُمْ لِلزَّکَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِینَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ *... وَالَّذِینَ هُمْ لاَِمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِینَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ یُحَافِظُونَ * أُوْلَئِکَ هُمْ الْوَارِثُونَ * الَّذِینَ یَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِیهَا خَالِدُونَ).
وعلى ضوء ذلک فإنّ الأشخاص الذین یملکون فی أنفسهم هذه الصفات السبع المذکورة یتمتعون بخلق عظیم.
هـ) المقصود من الخلق العظیم المحافظة على الصلوات الخمس. وعلیه فقوله تعالى: (وَإِنَّکَ لَعَلى خُلُق عَظِیم) یعنی أنّک أیّها النبی تهتم بإقامة الصلاة وتواظب علیها.
و) الاحتمال السادس الذی لم یرد فی تفسیر مجمع البیان، ولکننا نطرحه هنا: إنّ جمیع ما ورد فی الاحتمالات الخمسة المذکورة آنفاً من مصادیق الخلق العظیم، ولا تنحصر بأحدها، وعلى هذا الأساس فإنّ الله تعالى عندما یقسم بالقلم وما یکتب به، بأنّ النبی یملک جمیع الأخلاق الحسنة والمثل العلیا على مستوى الأخلاق الفردیة، والأخلاق الاجتماعیة، الأخلاق فی میدان الحرب، الأخلاق فی زمان الصلح، الأخلاق فی البیت والاُسرة، الأخلاق فی المجتمع، الأخلاق فی السفر، الأخلاق فی الوطن.
والخلاصة، أنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)یتمتع بجمیع الصفات والفضائل الأخلاقیة، والمنزّه عن جمیع الرذائل الأخلاقیة.
 


(1) . مجمع البیان، ج 10، ص 86 .

 

الأخلاق الإسلامیة العلاقة بین الأقسام والمقسم له
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma