الأخلاق الإسلامیة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأقسام القرآنیة
الأخلاق الإسلامیة فی المجتمع الإسلامی تفسیر الخلق العظیم


والآن بعد أن فهمنا الخصوصیات الأخلاقیة البارزة لنبی الإسلام وما یملکه من مرتبة رفیعة ودرجة سامیة فی مقام الکمال المعنوی والإلهی، فمن المناسب أن نطرح وبشکل مختصر کلاماً عن الأخلاق الإسلامیة وأبعادها وبعض تفاصیلها ونلفت النظر هنا إلى عدّة روایات وردت فی هذا المجال:
1. جاء فی الروایة المذکورة فی الکتب المعتبرة للشیعة وأهل السنّة، أنّ رسول الله(صلى الله علیه وآله)قال:
إِنَّمـا بُعِثْتُ لاُِتَمِّمَ مَکـارِمَ الاَْخْلاقِ»(1).
وطبقاً لهذا الحدیث الشریف والعمیق فی معناه ومضمونه، أنّ الهدف من بعثة نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) إکمال الفضائل الأخلاقیة فی فضاء المجتمع الإسلامی، والحقیقة أنّ الأخلاق إسلامیة إذا کانت تتمتع بهذه الدرجة من الأهمیّة، فینبغی بذل جهود مضاعفة لتجسیدها على واقع الحیاة والممارسة على المستوى الاجتماعی وعلى المستوى الفردی.
2. ورد فی حدیث آخر أنّ نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) قال:
«أَوَّلُ مـا یُوضَعُ فِی میزانِ الْعَبْدِ یَوْمَ الْقِیـامَةِ حُسْنُ خُلُقِهِ»(2).
وطبقاً لهذا الحدیث الشریف فإن الخلق الحسن إلى درجة من الأهمیّة بحیث یوضع فی المیزان قبل الصلاة والصیام والجهاد والزکاة والخمس.
3. وفی حدیث آخر عن النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) أنّه قال:
«أَکْمَلُ الْمُؤْمِنینَ إِیمـاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً»(3).
فالإنسان یمیل عادة لمعرفة مقدار إیمانه وشدّة اعتقاده والتزامه بالدین بوسیلة معینة ویرید معرفة أفضل المؤمنین وأحسنهم وأکملهم، والحدیث المذکور یبیّن الملاک والمعیار المناسب لهذا الغرض.
4. نحن جمیعاً نشتاق للجنّة ونتحرک فی حیاتنا على مستوى توفیر العوامل التی تقودنا إلى الجنّة، وفی الروایة التالیة نقرأ سببین من أسباب الدخول إلى الجنّة، بحیث إنّ هذین السببین أو العاملین یعتبران من أکثر العوامل التی تتوفر فی أهل النجاة والفلاح یوم القیامة، تقول الروایة:
«أَکْثَرُ مـا تَلِجُ بِهِ اُمَّتی الْجَنَّةَ تَقْوَى اللهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ»(4).
وقد نستوحی من هذه الروایة أنّ حسن الخلق له معنیان:
الأول: طریقة التعامل الحسنة مع الآخرین من خلال اظهار المودة والمحبّة، التواضع، العشق للناس ومداراتهم وأمثال ذلک.
والآخر: أن یتخلق الإنسان بجمیع صفات الخیر والفضیلة: کالشجاعة، السخاء، الإیثار، الصدق، العفّة، التقوى، الآدب وأمثال ذلک، ویطهر نفسه من جمیع الرذائل الأخلاقیة، کالبخل، الحسد، الحقد، الکذب وأمثال ذلک.
 


(1) . میزان الحکمة، باب 1111، ح 5059; وکنزالعمّال، ح 5217 .
(2) . المصدر السابق، باب 1101، ح 5015 .
(3) . المصدر السابق، باب 1103، ح 5024 .
(4) . بحارالانوار، ج 68، ص 375، ح 6 .

 

الأخلاق الإسلامیة فی المجتمع الإسلامی تفسیر الخلق العظیم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma