شکر نعمة الولایة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأقسام القرآنیة
ما المقصود بهذه الأقسام المهمّة؟ الأقسام الثنائیة: المرئیات وغیر المرئیات


ویعتقد بعض المسلمین من غیر أتباع مدرسة أهل البیت(علیهم السلام)، أنّ الله تعالى سوف یُرى یوم القیامة بهذه العین البدنیة، فهؤلاء من حیث العدد لیسوا بقلیلین، ولکنّهم وبسبب ابتعادهم عن مدرسة أهل البیت(علیهم السلام) وقعوا فی هذا المتاهة وارتکبوا هذا الخطأ الفاحش، والأنکى من ذلک أنّ بعض المسلمین وهم قلّة ویطلق علیهم بالمجسمة، یعتقدون بأنّ الله تعالى یُرى أیضاً فی هذه الدنیا، فی حین أنّ بطلان هذه العقیدة بدیهی وواضح، وأنّ الله الذی یُرى بهذه العین لابدّ أن یکون جسماً، وما یکون له جسم فله أجزاء ولابدّ أن یکون محدوداً ویملک طولاً وعرضاً، وهذه الأمور تتنافى بالبداهة مع الذات المقّدسة، لأنّ واجب الوجود مجرّد فلا جسم له ولا أجزاء، ولا عرض، ولا حدود، ولا زمان، ولا مکان، ومن هنا فإنّ الله تعالى یعتبر من جملة الأشیاء غیر القابلة للرؤیة، کما تقرر هذه الحقیقة الآیة الشریفة فی خطاب الله تعالى للنبی موسى(علیه السلام):(لَنْ تَرَانِی)(1)، وکلمة «لن» فی اللغة العربیة یقصد منها النفی إلى الأبد، أی أنّها تستخدم فی الموارد التی یکون ذلک العمل محالاً عقلاً ولا یقبل التحقق، وعلیه فطبقاً لهذه الآیة الشریفة فإنّ رؤیة الله من المحالات.
الإمام علی(علیه السلام) فی جواب عن هذا السؤال: هل رأیت ربّک الذی تعبده؟
فقال: وکیف أعبد ربّاً لم أره.
فقال السائل: وکیف رأیته؟
فقال: «لا تُدْرِکُهُ الْعُیُونُ بِمُشـاهَدَةِ الْعَیـانِ وَ لکِنْ تُدْرِکُهُ الْقُلُوبُ بِحَقـائِقِ الاْیمـانِ»(2).
ولولا هذه التعالیم الإلهیّة الصادرة من أهل البیت(علیهم السلام)، فربّما کنّا نحن مثل فرقة المجسمة، أو یکون حالنا حال بعض المسلمین الذین سقطوا فی هذا الخطأ الکبیر، هنا ندرک عمق ما ورد فی حدیث الثقلین وخاصّة فی الجملة الأخیرة منه: «مـا إِنْ تَمَسَّکْتُمْ بِهِمـا لَنْ تَضِلُّوا أَبَداً». ومادمنا متمسکین بالعروة الوثقى وبالقرآن والعترة فإننا نسیر فی خط الحق والإیمان، ولکن أی فئة من المسلمین تتمسک بأحدهما دون الآخر، فإنّها ستنحرف بلا شک عن الصراط المستقیم وتنزلق فی وادی الضلالة ومتاهات الظلام.
یجب أن نتوجه بالشکر والتقدیر لآبائنا وأجدادنا الذین علّمونا هذه الرؤیة وأوصلوا لنا نعمة الولایة لأهل البیت(علیهم السلام) لنعیش فی ظلّ اتّباعهم وهدایتهم ونقول: (الْحَمْدُ للهِِ الَّذِی هَدَانَا لِهَذَا وَمَا کُنَّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللهُ).
 


(1) . سورة الأعراف، الآیة 143 .
(2) . نهج البلاغة، الخطبة 179 .

 

ما المقصود بهذه الأقسام المهمّة؟ الأقسام الثنائیة: المرئیات وغیر المرئیات
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma