کتاب الأعمال فی الآیات القرآنیة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأقسام القرآنیة
کیفیة المعاد وبعث البشر بعد الموت عالم النجوم العجیب!


ومن أجل إکمال هذا الموضوع، نشیر إلى طائفتین من الآیات فیما یخصّ کتاب الأعمال:
1. نقرأ فی الآیات 16 ـ 18 من سورة ق:
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الاِْنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ   * إِذْ یَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّیَانِ عَنِ الْیَمِینِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِیدٌ * مَّا یَلْفِظُ مِنْ قَوْل إِلاَّ لَدَیْهِ رَقِیبٌ عَتِیدٌ).
سؤال: بما أنّ الله تعالى عالم بکلّ شیء، وعلى حدّ تعبیر الآیة مورد البحث «ونحن أقرب إلیه من حبل الورید» فما وجه الحاجة لمراقبین من الملائکة یکتبون أعمال الإنسان؟ وبکلمة: «ما هی مهمّة الملائکة الحفظة، الذین یحفظون أعمال الإنسان؟»
الجواب: یجیب الإمام الصادق(علیه السلام) عن هذا السؤال، ویذکر فی کلامه وظیفتین لهؤلاء الملائکة:(1)
أ) إنّ إشراف ومراقبة هؤلاء الملائکة تأکید لما فی علم الله تعالى، حتّى یواظب الإنسان على أعماله وتصرفاته أکثر، فالإنسان إذا علم أنّ علیه ناظراً واحداً فلا یهتم کثیراً لذلک، ولکن عندما یعلم بوجود عدّة مراقبین لأعماله فإنّه سیتحرک فی أعماله
وسلوکیاته من موقع الاهتمام والدقّة أکثر، فالإنسان الذی یعلم أنّ الله تعالى عالم بأعماله وسرائره، وبالاضافة إلى ذلک یوجد ملکان یراقبانه وینظران إلیه ویسجلان جمیع حرکاته وأعماله وأقواله، فإنّ حاله یختلف عن حال ذلک الشخص الذی یعتقد بأنّ الله فقط هو الناظر إلیه دون الملائکة.
ب) وهناک مهمّة اُخرى لهؤلاء الملائکة الحفظة، وهی المحافظة على جسم الإنسان ونفسه ممّا یواجهه من أخطار وحوادث کثیرة، فلولا هؤلاء الحفظة الإلهیین فإنّ الکثیر من الأطفال لا یصلون إلى سن الرشد والکبر، لوجود الکثیر من الأخطار والحوادث التی تحیط بالأطفال، ویقوم هؤلاء الملائکة الحفظة بالتدخل لدرء هذه الأخطار وحفظ هؤلاء الأطفال من شرّها، وعلیه فإنّ هؤلاء الملائکة یحفظون أعمالنا ونیّاتنا وأفکارنا، وکذلک یحفظون أبداننا وأنفسنا من شرّ الحوادث والأخطار، إلى أن یحین أجل الإنسان فیتوقفون عن وظیفتهم ومراقبتهم هذه ویسلّمونه إلى ملک الموت.
2. یقول تبارک وتعالى فی الآیات 10 ـ 12 من سورة الانفطار:
(وَإِنَّ عَلَیْکُمْ لَحَافِظِینَ * کِرَاماً کَاتِبِینَ * یَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ).
وهذه الآیات أیضاً تشیر إلى وجود ملائکة یکتبون أعمالنا ویراقبوننا فی تصرفاتنا وحرکاتنا ویسجلون جمیع ما یصدر من الإنسان من أعمال وأفکار ونیّات.
سؤال: لماذا عبّر القرآن عن هؤلاء الملائکة بکلمة «کراماً»؟ فما هی المکرمة التی قام بها هؤلاء الملائکة من أجل الإنسان؟
الجواب: ورد فی بعض الروایات أنّ الإنسان إذا عمل عملاً صالحاً فإنّ هؤلاء یکتبونه بعشرة أضعاف، لأنّ الله تعالى یقول: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَلاَ یُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ یُظْلَمُونَ)(2).
ولکن لو ارتکب معصیة ومخالفة، فإنّ أحد هؤلاء الملائکة یقول لرفیقه الذی یکتب السیئات: أمهله إلى سبع ساعات ولا تکتب علیه شیئاً فلعلّه یندم ویتوب فی هذه المدّة، فإذا تجاوزت المهلة المذکورة ولم یتب هذا الإنسان إلى الله فإنّ هذا الملک یکتب عمله بسیئة واحدة، ومن هنا ورد التعبیر عن هؤلاء الملائکة بأنّهم «کراماً»(3).
والحقیقة أننا إذا تأملنا وانتبهنا إلى أنّ الله تعالى والملائکة ینظرون إلى أعمالنا ویراقبوننا فی خلواتنا ومعاشرتنا، ولا یترکوننا لوحدنا فی أیّ مکان أو زمان، فهل نتجرئ على ارتکاب ذنب أیضاً؟ إنّ الإیمان بهذه القضایا الدینیة یمنح الإنسان تقوى وکوابح شدیدة فی مقابل وساوس الشیطان ونوازع النفس الأمّارة.
 


(1) . تفسیر نور الثقلین، ج 5، ص 522 .
(2) . سورة الأنعام، الآیة 160 .
(3) . التفسیر الأمثل، ذیل الآیة المذکورة.

 

کیفیة المعاد وبعث البشر بعد الموت عالم النجوم العجیب!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma